شهرا بعد آخر، وللشهر السابع عشر على التوالي ارتفعت قيمة الإنفاق الاستهلاكي في السعودية إذ صعد بنحو 5% وبقيمة بلغت 5 مليارات ريال ليصل إلى 110 مليار ريال في شهر أكتوبر – أحدث شهر تتوفر بياناته من البنك المركزي – مقارنة بـ 105 مليار لنفس الشهر من عام 2022.
وباستثناء السحب النقدي فقد سجلت مبيعات نقاط البيع والشراء عبر التجارة الإلكترونية نموا سنويا، إذ تخطى الإنفاق الإجمالي تريليون ريال خلال 10 أشهر من 2023، بنمو 6.5%.
وفي التفصيل، مثل الإنفاق من خلال نقاط البيع 46.5% من الإجمالي بنحو 51.1 مليار ريال، مسجلا بذلك نموا 7.2% مقارنة بالعام الماضي.
أما الإنفاق عبر التجارة الإلكترونية باستخدام بطاقات مدى، فقد سجل ارتفاعا بارزا إذ بلغت حصته 12% بواقع 13.4 مليار ريال أي أنه ارتفع 24% مقارنة بالعام الماضي.
مصدر طفرة الإنفاق عبر الإنترنت يعود في جزء كبير منه إلى الانتشار السريع لتطبيقات التسوق والمواقع المحسنة لتناسب الاستخدام على الأجهزة المحمولة. إذ أصبح بإمكان العملاء الذين كانوا يضطرون سابقا إلى الذهاب إلى المتجر أو تشغيل الحاسوب المكتبي الآن التسوق أثناء مشاهدة التلفاز.
أما المؤشر الهابط الوحيد فقد كان من تصيب السحب النقدي الذي تراجع 3% إلى 45.5 مليار ريال، مثلت 41% من الإنفاق، ورغم هذا الانخفاض إلا أن الكاش ما زال يمثل نسبة لا يستهان بها من قيمة الإنفاق، وبحسب رأي محللين في الشأن المالي، تعتمد فئات كبار السن لا سيما في المحافظات والقرى وكذلك الوافدين العاملين في القطاعات الصغيرة وفي الإنشاء والبناء على استخدام النقد في التعاملات اليومية، الأمر الذي يبقيه مستحوذا على 41% من إجمالي الإنفاق.
وقبل عام ونصف فقط كان هذا الأمر مختلفا تماما إذ أنه حتى أبريل 2022 كان السحب النقدي أو الدفع باستخدام الكاش متفوقا دائما على السداد الإلكتروني باستخدام نقاط البيع ومنذ ذلك الحين يسجل الدفع النقدي تراجعا شهريا مستمرا.