من الرياض إلى الصين.. المشاهير ينجحون كيف غير المؤثرين على التواصل الاجتماعي شكل السوق؟
شارع شبه مغلق من الزحام أمام متجر ملابس عادي موجود منذ سنوات في شرق العاصمة الرياض، السر ليس سرا.. هي ببساطة حملة قام بها أحد مؤثري سناب شات للمتجر، جلب إليه مئات المتسوقين.
هذا المشهد بلا شك مر بكل ساكن في العاصمة ولو لمرة واحدة على الأقل، إما عند مطعم أو مقهى أو محل للملابس، وهذه الطريقة وإن بدت عادية في التسويق إلا أنها تثير العجب لمدى تأثيرها الذي لم يقتصر على محلات صغيرة، بل تعدى ليكون أمرا مؤثرا على مستوى العالم.
منصة “تيمو” Temu الصينية للتجارة الإلكترونية
سريعة النمو التي تبيع ديكورات منزلية بقيمة 4 دولارات وقمصان بقيمة 10دولارات، نجحت في منافسة المتاجر الأمريكية الشعبية بما في ذلك الشركة الرائدة في الصناعة “جنرال دولار” وفقا لأحدث بيانات حصة السوق.
استحوذت المنصة الصينية التي أطلقت فقط في سبتمبر 2022(أقل من 14 شهرا) على ما يقرب من 17٪ من حصة السوق في الولايات المتحدة ضمن فئات المتاجر الشعبية خلف المحلات العملاقة “جنرال دولار” بـ 43% و “دولار تري” بـ 28%.
الشهرة والشعبية التي اكتسبتها موقع “تيمو” كانت بكل بساطة من خلال استخدامه للمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لبضائعه على أنها أفضل وبأسعار معقولة من المتاجر التقليدية.
منح المؤثرون والمشاهير منصة تيمو الدفعة الأولى نحو الانطلاق، لاحقا خدمت الأسعار التنافسية وتنوع البضائع المنصة للاستئثار بحصة لا يستهان بها في السوق.
خبير في التسويق والتجارة الإلكترونية قال لـ “قيود” إن المؤثرين لا سيما على سناب شات أسهموا في تغيير شكل الإعلانات، لكن هذا الكلام يحتاج لتظافر عوامل عدة، أولها مؤثر مهم في نفس مجال نشاط المتجر، أفضل الناس لتسويق نشاط المطاعم هم الطباخون ومحبو الأكل في المنصة لأنهم يصلون مباشرة إلى الشريحة المستهدفة، ثانيا التوقيت المناسب، في حال متجر الملابس أعلاه ليس هناك أفضل من حملة تسويقية لمحل ملابس مع دخول فصل الشتاء.
عودا على تيمو، قال مايكل مالوف، رئيس قسم التسويق في شركة “إيرنست أنلاتيكس” التي تحلل الأسواق إن أسعار تيمو المنخفضة للسلع المنزلية والسلع الاستهلاكية الأساسية تجعلها تشكل تهديدا أكبر لمتاجر الخصومات الفعلية مثل المتاجر الشعبية مقارنة بالأسواق الأخرى عبر الإنترنت”.
تبيع شركة Temu الملابس بما في ذلك الفساتين بقيمة 12 دولارًا والأحذية الرياضية بقيمة 20 دولارًا ويتوقع المحللون أن تحقق إيرادات تزيد عن 16 مليار دولار هذا العام مع توسعها على المستوى الدولي.
من جهتها، قالت ما يطلق عليها محلات الدولار الشعبية إنها لا ترى تأثيرًا لـ Temu على مبيعاتها بسبب التواجد الأصغر نسبيًا عبر الإنترنت واختلاف العملاء. وفي حين حافظت هذه المحلات على قوتها بين العملاء الذين يشترون الضروريات مثل الأطعمة والمشروبات ومواد مثل المنظفات، فإنها تتعامل مع تحول في طلب المستهلكين وتكافح أيضًا مع الأخطاء التشغيلية.
على سبيل المثال خفضت شركة “دولار جنرال” Dollar General توقعات أرباحها السنوية ثلاث مرات هذا العام، حيث قام المتسوقون المهتمون بالميزانية بخفض الإنفاق على السلع التقديرية ذات هامش الربح الأعلى وتحولوا إلى شراء المزيد من السلع الاستهلاكية ذات هامش الربح المنخفض.
كما انخفضت هوامش الربح فيها لأنها تقوم بتخفيض البضائع للتخلص من المخزون الزائد، وشهدت الشركة أكبر انخفاض في حصتها في السوق مقارنة بالمنافسين، إذ تراجعت حصتها السوقية إلى 43% في نوفمبر، بانخفاض من 57% في يناير الماضي.
وقال بيتر إيرل، الخبير الاقتصادي في المعهد الأمريكي للأبحاث الاقتصادية إن تيمو يستفيد من الكاهل المرهق للمتسوقين بسبب ارتفاع الأسعار والتضخم. وقالت PDD Group وهي الشركة الأم لـ Temu، إن الإيرادات ارتفعت بنسبة 94٪ إلى 9.62مليار دولار في الربع الثالث من 2023 مقارنة بالعام الماضي.
تستخدم شركة Temu بشعارها “تسوق مثل الملياردير” شبكة من الشركات المصنعة في الصين للإلكترونيات الشخصية والملابس والسلع المنزلية الرخيصة. ترسل المصانع والتجار في “تيمو”البضائع مباشرة إلى المتسوقين باستخدام إعفاء تجاري يسمح للشحنات التي تقل قيمتها عن 800 دولار بالدخول إلى الولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية.
واختار بنك مورجان ستانلي PDD Group كأفضل اختيار له في هذا القطاع، قائلا إن الشركة في وضع أفضل للتنقل في البيئة الاقتصادية الحالية من خلال خطوات الخصم الثقيلة. وأشار إيدي وانج، من بنك مورجان ستانلي، إلى أنه “نتوقع أن تستمر شركة PDD في اكتساب حصة في السوق المحلية بفضل نموذج أعمالها المفضل وسط تحول سلوك المستهلكين”، مضيفًا أن أعمال التجارة الإلكترونية عبر الحدود، Temu، لا تحظى بالتقدير الكامل من قبل السوق.
