في المثل الشعبي يقال أن العين تشيع قبل البطن أحيانا، بهذا المثل دلل لنا صاحب عمل أثر التغليف الجيد وشكل المنتج على المبيعات.قال لنا إن العملاء يتقبلون دفع زيادة في السعر النفس المنتج تقريبا إذا كان الشكل الخارجي من حيث التغليف والعلامة التجارية وطريقة الطباعة يظهر بشكل احترافي.وأضاف لـ قيود : هذا الأمر لا يحتاج إلى مناقشة أو جدل على سبيل المثال يدفع أصحاب محلات الحلويات والشكولاتة تكلفة إضافية على الأواني وصواني الشوكولاتة الفاخرة لكنهم يستردونها سعرها برفع سعر المنتج ويزيدون مكسبهم من هذه التعبئة بنحو 50% ، واستطرد مازحا : تشعر وكأنهم يتاجرون ببيع الأواني إضافة إلى عملهم الرئيسي في بيع الحلويات.الصتنا اليوم في نفس هذا السياق، لكنها ليست من السعودية، وهذا ليس مهما فالتجارة لها بعد عالمي، والناس هم الناس في كل مكان.ولتأخذ قصة الزيتون المغربي والاسباني كمثال، فبينما تنتج المغرب أجود الأنواع وأفضلها وأجودها إلا أن العميل المحلي يفضل زيت الزيتون الاسباني، لاشتهار اسمه في السوق، وهذا يساعد على ارتفاع كفاءة.وحرف التاجر المغربي أن الزيت الإسباني يفرق سعره من المحلي بحوالي 30%، فاضطر إلى الالتفاف على القانون وصل الزيت في بلد المنشأ تونس ومن ثم إعادة تغليفه في إسبانيا، وهذا يعود بالفائدة على المزارع بما يقابل 30%.قصتنا من تونس رابع أكبر مصدر لزيت الزيتون في العالم، ولكن زيارة لنا المحلات التجزئة في السعودية أظهرت لنا ندرة وجود هذا الزيت المشهور بجودته عالميا، بالكاد لاحظنا وجود علامة تجارية واحدة لهذا الزيت، وبنظرة بسيطة تكشف لك أن أغلب الموجود في الأسواق هو إسباني أو إيطالي، والسبب أن 90% من الإنتاج في تونس يتم تصديره بأسعار بخسة في حاويات ضخمة كزيت زيتون عام إلى دول أوروبية تمزجه وتعيد تصديره تحت علامات تجارية إسبانية أو إيطالية ومن ثم يباع بأسعار أعلى بكثير.
المشكلة الأساسية في قطاع زيت الزيتون في تونس نقص مصانع التعبئة ولأن البيع يتم للزيت الخام فليس هناك علامة تجارية ولا تغليف لذلك يصعب على المنتجين البيع للزيت ذو الجودة الممتازة بسعر مرتفع.يقول أحد المزارعين الذي ينتج 40 طنا من زيت الزيتون يوميا “زيت الزيتون الذي انتجه حاز على العديد من الجوائزالدولية، لكن أبيعه خام لشركة تصدير إيطالية تونسية”. وأضاف بيع زيت الزيتون المعيا وبعلامة تجارية أكثر ربحية فهو يحقق قيمة إضافية تتراوح بين 30 و 50%.صادق على ما قال له صاحبنا السعودي في البداية، ويصادق عليه ما نراه في جودة والخامة أشكال التغليف والتعبئة في طول السوق وعرضه وفي كل القطاعات.