في عالمٍ يسوده التغيير السريع والتطور المستمر، يبرز نظام العمل السعودي كنموذجٍ يحتذى به في السعي نحو تحقيق التوازن بين متطلبات السوق وحقوق العاملين، هذا النظام الذي يشهد تحديثات مستمرة يعكس رؤية المملكة الطموحة للتحول إلى اقتصادٍ متنوع ومستدام، ويعزز من مكانتها كوجهةٍ جاذبة للاستثمار والعمل؛ لذا في هذه المقالة سنلقي الضوء على أبرز ملامح نظام العمل في المملكة العربية السعودية، وأهم التعديلات التي طُبقت حديثًا، وكيف يمكن لهذه التغييرات أن تسهم في بناء بيئة عمل متطورة ومزدهرة تلبي طموحات الأجيال الحالية والمستقبلية؛ لذا تابع معنا.
ما هو نظام العمل السعودي؟
هو مجموعة من التشريعات التي تهدف إلى تنظيم عمليات التوظيف في المملكة العربية السعودية، سواء كان ذلك للسعوديين أو غير السعوديين، ويتناول العديد من الجوانب المتعلقة بعلاقات العمل، بدءًا من التوظيف والتدريب والتأهيل وصولًا إلى شروط وظروف العمل، والوقاية من مخاطر العمل والحوادث الكبرى والإصابات، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والاجتماعية، وتسوية الخلافات العمالية.
متى صدر هذا النظام؟
صدر نظام العمل الأول في 6 رمضان 1389هـ تحت اسم “نظام العمل والعمال”، واستمر العمل به حتى صدور نظام جديد في 2 شعبان 1426هـ، والجدير بالذكر أن هذا النظام الجديد شهد تحديثات شاملة وتعديلات مهمة، منها: إضافة بعض فئات العمالة التي لم تكن مشمولة في النظام السابق، ومن بين التعديلات البارزة في النظام الجديد:
- عقد عمل العامل الوافد: أصبح من الضروري أن يكون عقد العمل مكتوبًا ومحدد المدة.
- التكاليف المالية: أُلزم صاحب العمل بتحمل رسوم الاستقدام، والإقامة، ورخصة العمل، وتجديدها؛ مما يخفف العبء المالي عن العمال الوافدين.
- تشغيل المعاقين: رفع نسبة تشغيل المعاقين إلى 4٪؛ مما يعزز فرص العمل لهذه الفئة، ويشجع على دمجهم في سوق العمل.
ما هي أنواع عقود العمل في المملكة العربية السعودية؟
تتنوع أنواع العقود في نظام العمل السعودي لتشمل ما يلي:
عقد العمل الموسمي
يُستخدم للأعمال التي تتكرر في مواسم معينة، مثل: الأعمال الزراعية أو السياحية، وتُحدد مدة العقد بناءً على الموسم المحدد، وينتهي العقد بانتهاء الموسم، والجدير بالذكر أن هذا النوع من العقود يوفر حلًا عمليًا لتوظيف العمال خلال فترات الازدحام الموسمية دون الالتزام بعقود طويلة الأجل.
العقد غير محدد المدة
هو نوع من العقود التي تُبرم مع الموظفين السعوديين فقط، ويمتاز بعدم وجود مدة محددة لانتهائه؛ وبالتالي هذا يعني أن العقد يستمر إلى أجل غير مسمى دون الحاجة إلى تجديده، والجدير بالذكر أن كلا الطرفين: صاحب العمل والموظف يتمتعان بالحق في إنهاء العقد بشرط إشعار الطرف الآخر مسبقًا؛ مما يوفر مرونة في إنهاء العلاقة العمالية عندما تتغير الظروف.
عقد العمل المؤقت
هو عقد في نظام العمل السعودي يحدد مدة زمنية معينة أو مهمة محددة لإنهائه، وينتهي العقد تلقائيًا بانتهاء المدة أو إتمام المهمة المحددة، والجدير بالذكر أنه لا يجب أن تزيد مدة عقد العمل المؤقت عن 90 يومًا، ويمكن تجديده بناءً على اتفاق بين الطرفين.
هذا النوع من العقود مناسب للأعمال التي تتطلب جهودًا مؤقتة، أو لمهام محددة تحتاج إلى إنجازها في فترة زمنية قصيرة.
عقد العمل لبعض الوقت
هو عقد يُبرم بين صاحب العمل وموظف غير متفرغ للقيام بعمل لعدة ساعات تقل عن نصف عدد ساعات العمل اليومية المعتادة، يمكن أن يكون هذا العمل بشكل يومي أو في أيام معينة من الأسبوع، والجدير بالذكر أن هذا العقد يوفر مرونة للموظفين الذين يبحثون عن توازن بين العمل والحياة الشخصية، كما يتيح لصاحب العمل الحصول على العمالة اللازمة دون الحاجة إلى الالتزام بتوظيف بدوام كامل.
عقد العمل العرضي
هو عقد يُبرم لتنفيذ مهمة أو عمل ليس ضمن النشاط المعتاد لمكان العمل، ويتميز هذا العقد بأنه لا يزيد عن 90 يومًا، ويُستخدم عادة عندما يحتاج صاحب العمل إلى تنفيذ أعمال غير معتادة أو إضافية لا تدخل ضمن النشاط اليومي للمؤسسة؛ مما يتيح مرونة في التعامل مع الظروف الطارئة أو الأعمال المؤقتة.
عقد العمل البحري
هو عقد تشغيل يُبرم بين صاحب، أو مجهز سفينة، أو وكيل عنهما وبين بحار للعمل على متن السفينة، يتضمن العقد تفاصيل، مثل:
- اسم المجهز.
- تاريخ التوقيع.
- مكانه.
- اسم البحار.
- لقبه.
- سِنه.
- جنسيته.
- بلده.
- نوع العمل المكلَّف به.
- كيفية أدائها.
- مدة العقد.
- الأجر.
- الشهادة التي تتيح للبحار العمل في الملاحة البحرية.
يضمن هذا العقد تنظيم العلاقات العمالية في قطاع الملاحة البحرية بشكل واضح ودقيق.
عقد التدريب والتأهيل
هو عقد مكتوب يلتزم فيه صاحب العمل بتدريب وتأهيل شخص ليصبح مؤهلًا لمهنة معينة، ويُحدد في العقد نوع المهنة، ومدة التدريب، والمراحل المختلفة، والمكافأة التي يحصل عليها المتدرب في كل مرحلة، والجدير بالذكر أنه لا تُحدد المكافأة على أساس القطعة أو الإنتاج، بل تُقدم مكافأة ثابتة.
هذا العقد يساعد في إعداد الكوادر المهنية اللازمة للسوق من خلال تدريب عملي وممنهج.
كيف يتم عقد عمل في السعودية؟
في المملكة العربية السعودية، يخضع إبرام عقد العمل لضوابط محددة تضمن حقوق وواجبات كل من صاحب العمل والعامل، إذ حددت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية نموذجًا موحدًا لعقد العمل يجب أن يتضمن مجموعة من المعلومات الأساسية، وفقًا للمادة 52 من نظام العمل السعودي:
- اسم صاحب العمل ومكانه: يجب أن يتضمن اسم صاحب العمل بوضوح، ومكان عمله؛ مما يحدد هوية الجهة المسؤولة عن التوظيف.
- جنسية العامل ومعلوماته الشخصية: يجب وجود اسم العامل، جنسيته، وكل ما يلزم لإثبات شخصيته، مثل: رقم الهوية الوطنية، أو الإقامة.
- الأجر المتفق عليه: يجب أن يُذكر الأجر المتفق عليه، بما في ذلك: المزايا، والبدلات؛ مما يقلل من احتمالات النزاعات المستقبلية.
- نوع العمل ومكانه وتاريخ الالتحاق: يجب تحديد نوع العمل الذي سيقوم به العامل، ومكان أدائه، بالإضافة إلى تاريخ التحاقه بالعمل.
- مدة العقد: إذا كان العقد محدد المدة، خاصة لغير السعوديين؛ فيجب تحديد مدة العقد بوضوح.
تنويه
يحق لطرفي العقد إضافة بنود أخرى بما لا يتعارض مع أحكام النظام ولائحته والقرارات الصادرة تنفيذًا له، هذه البنود الإضافية قد تتعلق بموضوعات، مثل: فترات الإشعار، شروط الإنهاء، السياسات الداخلية، أو أي التزامات إضافية يتفق عليها الطرفان، كما ينص النظام على ضرورة كتابة عقد العمل من نسختين، يحتفظ كل طرف بنسخة.
شروط العمل للسعوديين وغير السعوديين
تضع المملكة العربية السعودية قوانين وشروطًا واضحة لتنظيم سوق العمل لكل من السعوديين وغير السعوديين، هذه الشروط تهدف إلى ضمان حقوق العمال وتحقيق متطلبات سوق العمل المحلية، والجدير بالذكر أنها تتضمن العديد من النقاط المشتركة، بالإضافة إلى شروط إضافية تخص العاملين غير السعوديين كما يلي:
الشروط المشتركة
- السن الأدنى للعمل: يجب ألا يقل عمر الرجل عن 21 عامًا، والمرأة عن 22 عامًا.
- يُسمح بتشغيل الأشخاص الذين تجاوزوا سن 15 عامًا وفقًا لشروط الباب العاشر من النظام.
-
- الفحص الطبي: يجب أن يخضع العامل لفحص طبي في مؤسسة معتمدة؛ للتأكد من كونه مؤهلًا للعمل.
- المؤهلات: يجب أن يتوافق المؤهل الدراسي أو العملي للعامل مع متطلبات الوظيفة الشاغرة.
- حسن السيرة والسلوك: يجب تقديم شهادة تفيد بحسن سيرة وسلوك المتقدم للعمل.
- الزي الشرعي: يُلزم القانون المرأة العاملة بارتداء الزي الشرعي في أماكن العمل الرسمية.
الشروط الخاصة بالسعوديين
- عقد العمل: يمكن للعامل السعودي إبرام عقد غير محدد المدة.
الشروط الخاصة بغير السعوديين
عقد العمل
يجب أن يكون عقد العامل غير السعودي محدد المدة، مع إمكانية انتهائه أو تجديده أو تحوله إلى عقد غير محدد المدة في حالات معينة.
الإجراءات والمستندات الإضافية
- موافقة الوزارة على استقدام العامل.
- رخصة عمل.
- جواز سفر سارٍ لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
الكفاءات المهنية
يجب أن يكون العامل غير السعودي من ذوي الكفاءات المهنية التي تحتاجها البلاد، ولا يوجد من السعوديين من يحملها، أو كان العدد الموجود منهم لا يفي بالحاجة، أو يكون من فئة العمال العاديين التي تحتاج إليها البلاد (طبقًا للمادة 33 من نظام العمل السعودي).
توثيق عقد العمل
يُلزم قانون العمل السعودي صاحب العمل بتوثيق عقود العاملين لحفظ حقوق الطرفين، ويتحمل صاحب العمل المسؤولية في حال عدم توثيقه للعقد، ويحق للعامل الانتقال لصاحب عمل آخر إذا رفض صاحب العمل توثيق عقده، والجدير بالذكر أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تتيح خدمة توثيق العقود الإلكترونية عبر منصات، مثل: “مدد” و”قوى”.
رخصة العمل
لا يسمح قانون العمل السعودي باستقدام عمال أجانب إلا بعد موافقة الوزارة، واستخراج رخصة العمل وفق النموذج الخاص بها، والجدير بالذكر أن شروط استخراج رخصة العمل تشمل:
- دخول العامل البلاد بطريقة مشروعة ومصرحًا له بالعمل.
- أن يكون من ذوي الكفاءات المهنية، أو المؤهلات الدراسية التي تحتاج إليها البلاد.
- متعاقدًا مع صاحب عمل، وتحت مسؤوليته.
فترة التجربة في نظام العمل السعودي
هي فترة يُتفق عليها بين العامل وصاحب العمل، يمكن لأي من الطرفين إنهاء العقد خلالها دون إنذار ما لم ينص العقد على خلاف ذلك، والجدير بالذكر أن فترة التجربة غير إلزامية، ولكن إذا حُددت؛ فيجب النص عليها صراحة في العقد، كما يجب ألا تزيد مدة التجربة عن 90 يومًا، ويمكن تمديدها بالاتفاق المكتوب بين الطرفين إلى 180 يومًا.
أهمية استخدام برنامج قيود المحاسبي طبقًا لنظام العمل السعودي
في عالم الأعمال اليوم، أصبحت البرامج المحاسبية ضرورة ملحة لأي شركة تسعى إلى تحسين كفاءتها وتبسيط عملياتها المالية، ومن بين هذه البرامج يأتي “قيود” كواحد من الحلول المحاسبية الرائدة، التي تتوافق بشكل كامل مع نظام العمل السعودي، وذلك للأسباب التالية:
التوافق مع نظام العمل السعودي
أحد أبرز مزايا برنامج قيود هو توافقه التام مع نظام العمل السعودي واللوائح المالية في المملكة، ويضمن هذا التوافق أن تكون جميع العمليات المحاسبية متماشية مع القوانين المحلية؛ مما يقلل من مخاطر التعرض للعقوبات والغرامات المالية نتيجة لأي مخالفة تنظيمية.
تسهيل العمليات المالية والإدارية
يوفر برنامج قيود العديد من الأدوات التي تُسهّل إدارة العمليات المالية والإدارية، منها:
- إدارة الفواتير: يسهل إصدار الفواتير وتتبعها؛ مما يضمن دقة وسرعة في عمليات التحصيل.
- التقارير المالية: يقدم تقارير مالية دقيقة ومفصلة تساعد في اتخاذ القرارات الإدارية والاستراتيجية.
- إدارة المخزون: يتيح متابعة المخزون بشكل دقيق؛ مما يساعد في تقليل الفاقد، وزيادة الربحية.
تحسين الكفاءة والإنتاجية
باستخدام برنامج قيود، يمكن للشركات تقليل الوقت والجهد المبذول في العمليات المحاسبية اليدوية، إذ يوفر بيئة متكاملة تُمكن الموظفين من التركيز على المهام الأكثر أهمية واستراتيجية؛ مما يزيد من الإنتاجية العامة للشركة.
في الختام
يمثل نظام العمل السعودي حجر الزاوية في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة، ومن خلال التعديلات الحديثة واللوائح التنظيمية الدقيقة؛ يبرز هذا النظام كعامل محوري في تعزيز بيئة العمل، وضمان حقوق العاملين، وتشجيع الاستثمار، والجدير بالذكر أنه مع استمرار الجهود لتحسين النظام وتحديثه بما يتماشى مع رؤية 2030م؛ يمكننا التطلع إلى مستقبل مشرق يعزز من مكانة المملكة كوجهة مفضلة للمواهب والأعمال على حد سواء، ولا تنسَ أن التزام الحكومة بتحقيق توازن عادل بين حقوق العمال وأصحاب العمل يعد خطوة مهمة نحو تحقيق اقتصاد مزدهر وشامل.
الجدير بالذكر أن منصة قيود التي تعد أفضل برنامج محاسبي يتوافق مع نظام العمل السعودي، ويقدم لجميع عملائه: نظام نقاط البيع، وكذلك الفاتورة الإلكترونية… إلخ بأسعار لا مثيل لها.
بعد أن علمت ما هو نظام العمل السعودي؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا، واستمتع بأفضل برنامج محاسبة يتوافق مع هذا النظام.
انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم سوق العمل و المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!