ما عليك سوى إلقاء نظرة على مقاطع الفيديو التي تمثل الترند في وسائل التواصل الاجتماعي لتجد أنها مقاطع قصيرة لا يتجاوز معظمها دقيقة واحدة، محتوى الفيديو القصير الذي ينشئه المستخدمون ينظر له الآن على أنه أحدث استراتيجية تسويقية، وعلى رواد الأعمال والشركات منحه اهتمامًا أكبر من التخطيط، والاستثمار فيه.
يحلل تقرير حديث أصدرته “سيرش انجين” المتخصصة في خوارزميات محركات البحث، وترجمته “قيود”، الأهمية المتزايدة لتسويق الفيديوهات القصيرة في عام 2024. نظرًا لأن محتوى الفيديو هو الأداة أكثر انتشارًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فهو المحتوى العام لثلاثة منصات رئيسية هي سناب شات وتيك توك ويوتيوب، وهو كذلك حاضر بقوة في فيسبوك وتويتر.
يقدم التقرير رؤى قيمة حول كيفية تغير مشهد تسويق الفيديو وضرورته المتزايدة كعنصر من عناصر جهود التسويق. إذ تشير البيانات الحديثة إلى وجود اتجاه واضح للمشاهدين الذين يفضلون مقاطع الفيديو القصيرة على مقاطع الفيديو الطويلة. فـ 85% من المشاهدين يفضلون مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 15 ثانية أو أقل. يشير هذا إلى زيادة الطلب على محتوى فيديو موجز وجذاب.
علاوة على ذلك، في المتوسط، تتلقى مقاطع الفيديو القصيرة تفاعلًا اكبر بمقدار 2.5 مرة من مقاطع الفيديو الطويلة.
وقد جذبت هذه الزيادة في التفاعل مع مقاطع الفيديو القصيرة انتباه المعلنين، حيث من المتوقع أن تتجاوز إيرادات إعلانات الفيديو القصيرة 10 مليارات دولار.
وأصبح المحتوى الذي ينشئه المستخدم عاملاً أساسيًا يؤثر على خيارات الشراء لدى المستهلك في السوق الحالية. ونتيجة لذلك، على رواد الأعمال في السعودية وحتى الشركات المتوسطة والكبرى تقييم استراتيجيات المحتوى الخاصة بها، واختيار أساليب إنتاج مبسطة تستخدم الهواتف الذكية لإنشاء المحتوى التسويقي، على سبيل المثال ينظر المستهلكين والعملاء إلى تصوير المحتوى العفوي عبر كاميرا الهاتف الذكي على أنه حقيقي وأكثر واقعية وصدقا من مقاطع الفيديو الاحترافية.
وتجنبا للمقاطع الطويلة يمكن الاستفادة من إضافة الترجمة إلى كان الجمهور المستهدف ينتمي إلى شريحة سعودية وأرى أجنبية، والاستفادة أيضا من التعليقات التوضيحية على الفيديو نفسه لأنها تساعد في توسيع نطاق الجمهور وزيادة تفاعل المشاهدين. هذه الميزة تناسب المستخدمين الذين يفضلون مشاهدة مقاطع الفيديو مع إيقاف الصوت، على سبيل المثال في أماكن الانتظار العامة حيث لا يمكن أن تجد شخصا لا يقلب عينيه في هاتفه الذكي.
ما هي علامات الفيديو الناجح؟
يشير التقرير أن العديد من الأمثلة الفيديو الناجحة تسويقيا بينها سمات مشتركة محددة. وتشمل هذه 3 سمات رئيسية: الأولى، معدل كلام سريع نسبيًا، حيث يبلغ متوسطه حوالي 150 كلمة في الدقيقة. السمة الثانية للفيديو الناجح، وجود 2-3 متحدثين يتعاونون في الفيديو، ويقدمون وجهات نظر متنوعة،
أما الطول الأمثل للمقطع الناجح، فالأبحاث تشير إلى أن مقاطع الفيديو الأكثر جاذبية وإيجاز يبلغ طولها حوالي 40 ثانية.
و بشأن المنصات: يظل إنستغرام ويوتيوب أكثر المنصات شيوعًا للشركات ومنشئي المحتوى في العالم، لكن حضور سناب شات في السعودية لا يستهان به، فهو المنصة الأولى تقريبا في مجال الفيديو بين السعوديين، وفي الوقت نفسه، يتمتع تيك توك بحضور أصغر، مما يشير إلى الصعوبات المحتملة التي قد تواجه اعتماده كمنصة للمحتوى التسويقي الأصلي للشركات الصغيرة.
ومع هذا يجب أن تنظر لعملك على أنه له طبيعة خاصة، فلكل صناعة تنسيقات محتوى فيديو معينة، بتفضيلات مختلفة لكل نشاط، لكن من الممكن قراءة ما هو الأفضل لك بعد أن تبدأ بالفيديو الأول.