مراقبة الائتمان كل ما تريد معرفته عن أهميتها وفوائدها

مراقبة الائتمان تعزز استدامة أعمالك من خلال تحسين سجلك المالي وزيادة فرص الحصول على تمويل

ما أهمية وفوائد مراقبة الائتمان؟

تطلب النجاح والاستدامة في عالم الأعمال تبني استراتيجيات تجارية مستدامة وفعَّالة؛ وخصوصاً عندما تقدم شركة ما خيارات البيع بالائتمان لعملائها، إذ إنَّها تمنحهم فرصة لشراء منتجاتها أو خدماتها دون الحاجة إلى دفع كامل المبلغ على الفور. وهذا يجذب المزيد من العملاء ويزيد من حجم المبيعات، ولكنَّه يأتي أيضًا مع تحديات تمويلية ومخاطر مالية إذا لم تتم إدارته بشكل صحيح. لذلك، تحتاج الشركات والمؤسسات إلى مراقبة الائتمان بانتظام.

تتعدى أهمية هذه العملية الجانب الإداري، لتشكِّل ركيزة أساسية في تنفيذ استراتيجيات البيع بالائتمان بنجاح. إنَّها تساعد أي شركة في تقييم قدرة العميل على سداد المبالغ المستحقة، وتحديد الحدود الائتمانية المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، تمكِّن هذه العملية الشركة من رصد وتحليل سلوك العميل فيما يتعلق بالائتمان.

لذا في هذا المقال، سنتناول أهمية وفوائد مراقبة الائتمان للشركات والمؤسسات التي تقدم خيارات البيع بالائتمان لعملائها، وسنذكر بعض الأساليب والأدوات التي تساعدها على تحقيق ذلك.

ما هو الائتمان، وما هي أنواعه؟

الائتمان هو مفهوم مالي يشير إلى قدرة شخص أو كيانٍ تجاري على الحصول على سلع أو خدمات بدون دفع الثمن الكامل على الفور؛ وبدلاً من ذلك، يتم تقديم هذه السلع أو الخدمات بناءً على اتفاق بأن يتم سداد المبلغ المستحق في وقت لاحق. أي وبعبارة أخرى، الائتمان يعني أنَّك تستلم شيئًا الآن وتدفع مقابله في المستقبل.

هناك العديد من أنواع الائتمان المختلفة التي تُستخدم في العمليات التجارية. إليك بعض الأنواع الرئيسية للائتمان:

• الائتمان الشخصي

وهو ائتمان يمكن استخدامه لأغراض شخصية؛ مثل شراء السيارات أو تكاليف التعليم. ويشمل بطاقات الائتمان والقروض الشخصية.

• الائتمان العقاري

يستخدم لشراء العقارات مثل المنازل والشقق، وعادة ما يتطلب تسديد دفعة أولى واستدامة السداد على مدى سنوات عديدة.

• الائتمان التجاري

يستخدم في العمليات التجارية لشراء المعدات وتوسيع الأعمال، ويشمل الخطوط الائتمانية التجارية والقروض.

• الائتمان الطلابي

يُستخدم لتمويل مصاريف التعليم الجامعي وتكاليف الدراسة. وعادةً ما يتم الاستمرار في سداده حتى بعد التخرج.

• الائتمان المضمون

يتطلب الحصول عليه تقديم ضمان أو رهن؛ مثل قرض السيارة، حيث يمكن أن تستخدم السيارة كرهن.

• الائتمان غير المضمون

وهو نوع من الائتمان لا يتم ضمانه بأي أصل؛ ويأتي دائمًا بأسعار فائدة أعلى لأنَّه أكثر خطورة بالنسبة للمقرضين. مثال على ذلك بطاقات الائتمان.

• الائتمان المقسط

يتضمن قروضًا ثابتة يتم سدادها على مدار فترة زمنية محددة وبأقساط منتظمة، مثل قروض السيارات والقروض الشخصية.

مفهوم مراقبة الائتمان وأهميته

هي عملية مراقبة وتقييم نشاطات الائتمان للأفراد أو الشركات أو المؤسسات التي تمنح أو تستخدم خيارات البيع بالائتمان. يشمل ذلك مراقبة كيفية استخدام العملاء للائتمان وسجلات السداد الخاصة بهم. الهدف الرئيس لمراقبة الائتمان هو تقدير مدى قدرة العميل على سداد المبالغ المستحقة بنجاح.

تنبع أهمية هذه العملية من حاجة الشركات والمؤسسات إلى تقدير المخاطر وضمان سداد الأموال المستحقة عند منح الائتمان للعملاء؛ بما يشمل:

• تقليل المخاطر المالية: من خلال فحص السجل الائتماني للعميل وتقييم قدرته على سداد الديون، يمكن للشركة تقليل المخاطر المالية المحتملة. هذا يعني أنَّها تقلل من فرص التعرض للخسائر المالية نتيجة لعدم سداد الديون.
• تحسين إدارة الائتمان: تساعد هذه العملية الشركاتِ على تحسين إدارة الائتمان وتحديد الحد الأقصى للائتمان الذي يمكن منحه للعملاء دون التعرض لمخاطر كبيرة.
• بناء الثقة مع العملاء: يثق العملاء في الشركات التي تتبع ممارسات موضوعية ومحايدة في مراقبة الائتمان؛ وهذا يعزز العلاقات التجارية ويزيد من احتمالية التعاملات المستقبلية.
• زيادة فرص النمو: من خلال الفهم الجيد للحالة الائتمانية للعملاء، يمكن لأي شركة تحسين استراتيجياتها لإدارة الائتمان وزيادة فرص النمو من خلال جذب المزيد من العملاء.

الجوانب الأساسية لمراقبة الائتمان

يشمل هذا المفهوم العديد من الجوانب الأساسية، منها:

• تقييم الائتمان: تتضمن هذه العملية جمع وتحليل المعلومات المالية والائتمانية للعميل. تشمل هذه المعلومات التاريخ المالي الشخصي أو التجاري، والديون الحالية، وسجل السداد السابق، وحجم الائتمان الممنوح.
• تحديد الحدود الائتمانية: استنادًا إلى تقييم الائتمان، يمكن للشركة تحديد الحدود الائتمانية لكل عميل. هذه الحدود تقرر الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن منحه للعميل.
• رصد السلوك المالي: يتعين على الشركة مراقبة كيفية استخدام العميل للائتمان، وسلوكه المالي بشكل عام. يمكن أن يتضمن ذلك مراقبة العمليات المالية والمدفوعات والديون المستحقة.
• اتخاذ الإجراءات الوقائية: إذا كان هناك مؤشرات على احتمالية عدم سداد الديون، يمكن للشركة اتخاذ إجراءات وقائية مثل تقليل الحدود الائتمانية أو تفعيل خيارات استرداد الديون.
• تقديم تقارير ائتمانية: يتم تقديم تقارير ائتمانية من قبل مكاتب الائتمان إلى الشركات والمؤسسات لتقديم معلومات هامة عن العملاء المحتملين وتقييم مخاطر منحهم الائتمان.

أهم الأدوات التي يتم استخدامها في مراقبة الائتمان

هناك العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها في هذه العملية، تشمل هذه الأدوات:

• تقارير الائتمان: توفر هذه التقارير معلومات مفصلة عن السجل الائتماني للأفراد والشركات، إذ تحتوي على معلومات حول الديون الحالية والسابقة والتاريخ المالي والأموال المستدينة والمدفوعات الخاصة بالعميل.
• التقييم الائتماني: يُعد التقييم الائتماني نقطة تقديرية تعكس مدى مخاطرة منح الائتمان للعميل. يعتمد تقييم الائتمان على معلومات تقرير الائتمان ويشمل عناصر مثل تاريخ السداد والديون الحالية والحدود الائتمانية.
• نظم المعلومات والبرامج الحاسوبية: تساعد هذه الأدوات على تخزين وتنظيم البيانات المتعلقة بالعملاء والقروض والضمانات والتحصيلات بشكل فعال. كما تمكن من استرجاع هذه البيانات بسرعة وتحديثها عند الحاجة.
• التحليلات والتقارير الدورية: تسهم التحليلات والتقارير الدورية في فهم أداء العملاء في سداد ديونهم وتقييم مدى مخاطرة تعامل معهم. يمكن استخدام هذه الأدوات لرصد السلوك المالي للعملاء وتحليله للكشف عن أي انحرافات أو مشكلات تحتاج إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية أو وقائية.
• المؤشرات والمعايير المناسبة: تساعد المؤشرات المناسبة في وضع حدود الائتمان وشروطه لكل عميل أو فئة من العملاء. وهذه المؤشرات تعتمد على درجة جودة سجل الائتمان للعميل وقدرته المالية. على سبيل المثال، يمكن إقرارالحدود الائتمانية بناءً على نسبة معينة من الدخل أو القيمة الإجمالية للأصول.
• المراقبة المستمرة: تشمل هذه العملية رصد السجلات المالية للعملاء بشكل مستمر بحيث يمكن الكشف عن أي تغييرات أو مشاكل في وقت مبكر.

كيف يتم حساب الدرجات الائتمانية للأشخاص والشركات؟

يتم حساب الدرجات الائتمانية بواسطة جمع وتحليل المعلومات المالية والائتمانية للأفراد والشركات وإنشاء تقارير ائتمانية تعكس تاريخهم الائتماني. تُستخدم هذه التقارير كأساس لحساب الدرجات الائتمانية، وتكون عبارة عن تقدير لمدى قدرة الشخص أو الشركة على سداد الديون.

إليك آلية حساب الدرجات الائتمانية:

• جمع المعلومات: هنا يتم جمع معلومات مالية وائتمانية من مصادر متعددة. تشمل هذه المعلومات تاريخ السداد، والديون الحالية، وحجم الائتمان الممنوح، والأمور المتعلقة بالتمويل.

• كتابة تقرير ائتماني: باستخدام المعلومات المجمعة، يتم كتابة تقرير ائتماني للفرد أو الشركة. يتضمن هذا التقرير تفاصيل مثل قروض المستهلك، وقروض العقارات، وبطاقات الائتمان، وأي ديون أخرى.

• حساب النقاط الائتمانية: هنا يتم النظر عدة معلومات من التقرير الائتماني، وذلك للخروج بتقدير لمدى موثوقية الشخص أو الشركة فيما يتعلق بسداد الديون.

• النظر في العوامل المؤثرة: هنالك عوامل متعددة تؤثر في الدرجة الائتمانية، والتي تشمل التاريخ الائتماني (مدى الوقت الذي تمتلك فيه الائتمان وتاريخ السداد)، وحجم الديون المستخدمة مقارنة بالحد الائتماني، والتنوع في أنواع الائتمان المستخدمة.

• تصنيف الائتمان: بناءً على النقاط الائتمانية والعوامل المؤثرة، يتم تصنيف الائتمان؛ بحيث تتراوح الدرجات الائتمانية من رقم منخفض إلى رقم عالي، حيث يعكس الرقم الأعلى موثوقية أفضل في سداد الديون.

• توفير التقارير الائتمانية: يمكن للأفراد والشركات الحصول على نسخ من تقاريرهم الائتمانية للتحقق من معلوماتها والعمل على تحسينها إذا كانت غير دقيقة أو تحتاج إلى تحسين.

في الختام

الدرس الهام الذي نستفيده من موضوع مراقبة الائتمان هي أهمية تلك العملية في المجال المالي والتجاري. إنَّها ليست مجرد إجراء إداري، بل هي استراتيجية حيوية متكاملة تساهم في حماية المصالح المالية وتعزيز النجاح الاقتصادي لأي منشأة؛ والتي إذا تعلمت كيفية إنجازها بفاعلية، فإنَّها تمهد الطريق لبناء على علاقات طويلة الأمد مع العملاء وزيادة ثقتهم بها.

ولتسهيل عملية تسجيل الحسابات والمعلومات المالية وإجراء حسابات الربح والخسارة لأي منشأة، خصصت قيود خدماتها لتيسير ذلك لعملائها بأفضل شكل. فماذا تنتظر؟ جرِّب قيود الآن مجاناً، ولمدة 14 يوم، وابدأ رحلتك نحو تحسين إدارة الأمور المالية.