ما هي القيمة الدفترية؟ دليل شامل لفهمها وكيفية حسابها بسهولة

القيمة الدفترية

شارك هذا المحتوي

وقت القراءة 6 دقائق

تخيّل لو كان بإمكانك تقييم شخصٍ ليس فقط من خلال مظهره الخارجي أو إنجازاته الحالية، بل من خلال قيمته الجوهرية الخفية، تلك التي تعكس حقيقته الكاملة من الداخل، الفكرة ذاتها تنطبق على عالم الأعمال والأسهم، إذ لا يكفي أن ننظر إلى الأرقام الظاهرة، مثل: الإيرادات والأرباح فقط، هنا تظهر القيمة الدفترية كمعيار يشبه الروح للشركة، تكشف عن جوهرها الحقيقي خلف الأرقام اللامعة.. تمامًا كما يُقاس الشخص بما يحمله من خبرات وإمكانات مخبأة؛ تُعد القيم الدفترية انعكاسًا للأصول الحقيقية للشركة والتي قد لا يراها الجميع للوهلة الأولى؛ لذا جئنا إليك بهذه المقالة التي سنكشف فيها كيف تُشكل هذه القيمة نافذة على واقع الشركات، وما الذي يجعلها عنصرًا محوريًا في اتخاذ قرارات الاستثمار الحكيمة؛ لذا تابع معنا.

ماذا يعني القيمة الدفترية؟

تُعد القيمة الدفترية للسهم مقياسًا محاسبيًا يمثل قيمة الأصول المدرجة في السجلات المحاسبية بعد خصم الالتزامات كافة، والجدير بالذكر أن هذه القيمة تعبر عن حقوق المساهمين في الشركة، وتحدد حصة كل سهم من إجمالي الأصول بناءً على الأرقام المالية المتاحة.

ما فائدة القيمة الدفترية؟

تمثل القيمة الدفترية أداة فعالة في تقييم الأداء المالي للشركة؛ فهي تتيح للمستثمرين فرصة لمعرفة ما إذا كانت الأسهم مسعرة بشكل مبالغ فيه، أو أقل من قيمتها الحقيقية، كما أنها توفر معيارًا ثابتًا يمكن الاستناد إليه لتحليل الحالة المالية للشركة بعيدًا عن تأثيرات السوق اليومية المتقلبة.

بالإضافة إلى ذلك، تمكن المستثمرين من مقارنة القيم الدفترية بين الشركات في القطاع ذاته؛ مما يساعدهم في اكتشاف فرص استثمارية جديدة.

كيف يتم احتساب القيمة الدفترية؟

لحساب القيمة الدفترية للسهم؛ نقوم ببساطة بتقسيم إجمالي حقوق المساهمين على عدد الأسهم المتداولة.

مثال

إذا كان إجمالي حقوق المساهمين في شركة ما يبلغ 20 مليون ريال، وعدد الأسهم المتداولة هو مليوني سهم؛ فإن القيم الدفترية لكل سهم تكون كالتالي:

  • القيم الدفترية للسهم = إجمالي حقوق المساهمين ÷ عدد الأسهم المتداولة.
  • بالتطبيق: 20.000.000 ÷ 2.000.000 = 10 ريالات للسهم الواحد.

مثال على القيم الدفترية للسهم

لنفترض أنك كمستثمر ترغب في مقارنة شركتين تعملان في قطاع التكنولوجيا: الشركة “ج” والشركة “د”، إليك الأرقام:

الشركة “ج”

  • إجمالي حقوق المساهمين يساوي 50 مليون ريال.
  • عدد الأسهم المتداولة يبلغ 5 ملايين سهم.

إذن، القيمة الدفترية لكل سهم تساوي 10 ريالات.

الشركة “د”

  • إجمالي حقوق المساهمين يصل إلى 40 مليون ريال.
  • عدد الأسهم المتداولة يبلغ 4 ملايين سهم.

بناءً على ذلك، القيمة الدفترية للسهم أيضًا تساوي 10 ريالات.

تنويه

من هذه المعطيات، نلاحظ أن القيمة الدفترية لكل سهم في كل من الشركتين تبلغ 10 ريالات، وهي تمثل نصيب كل سهم من أصول الشركة بعد خصم التزاماتها.

الآن، لنفترض أن سعر السهم الحالي في السوق للشركة “ج” هو 8 ريالات، بينما سعر سهم الشركة “د” هو 15 ريالًا.

الشركة “ج”

إذا كانت القيمة السوقية لسهم الشركة “ج” أقل من قيمته الدفترية (8 ريالات مقابل 10 ريالات)؛ فهذا يعني أن السهم مقيم بأقل من قيمته الحقيقية، وقد يكون هذا إشارة على فرصة استثمارية محتملة إذا كانت العوامل الأخرى في الشركة، مثل: الصحة المالية، والنمو المستقبلي إيجابية.

الشركة “د”

أما بالنسبة للشركة “د”، إذ القيمة السوقية للسهم أعلى من القيم الدفترية (15 ريالًا مقابل 10 ريالات)؛ فهذا يدل على أن السوق قد يتوقع مستقبلاً إيجابيًا للشركة، وربما يرى المستثمرون أن الشركة ستقدم أداءً ماليًا أفضل مستقبلًا.

أمثلة لحساب القيم الدفترية 

قرر مستثمر كبير شراء أسهم جديدة، واقترح عليه بعض المحللين شركتين مختلفتين: شركة للأدوية وشركة للاتصالات، وكانت بياناتهم كالآتي:

شركة الاتصالات شركة الأدوية 
إجمالي أصول الشركة 3.000.000 1.500.000
إجمالي خصوم الشركة 1.500.000 800.000
عدد الأسهم 75.000 25.000
سعر السهم 45.000 5.000
ربحية السهم 100.2 30.5

يريد المستثمر تقييم مؤشرات الصناعتين؛ لأخذ القرار الصحيح في الاستثمار في إحدى الشركتين؛ لذا طلب المستثمر حساب الآتي:

شركة الأدوية

  • القيم الدفترية = إجمالي الأصول – إجمالي الخصوم.
  • 1.500.000 – 800.000 = 700.000.
  • القيمة الدفترية للسهم = القيم الدفترية / إجمالي عدد الأسهم.
  • 700.000 / 25.000 = 28 للسهم الواحد.
  • مكرر الربحية = السعر السوقي للسهم / ربحية السهم.
  • 5.000 / 30.5 = 163.93.
  • مضاعف القيم الدفترية = القيمة السوقية للسهم / القيم الدفترية.
  • 5.000 / 28 = 178.57.

شركة الاتصالات

  • القيمة الدفترية = إجمالي الأصول – إجمالي الخصوم.
  • 3.000.000 – 1.500.000 = 1.500.000.
  • القيم الدفترية للسهم = القيم الدفترية / إجمالي عدد الأسهم.
  • 1.500.000 / 75.000 = 20 للسهم الواحد.
  • مكرر الربحية = السعر السوقي للسهم / ربحية السهم.
  • 45.000 / 100.2 = 449.1.
  • مضاعف القيم الدفترية = القيمة السوقية للسهم / القيم الدفترية.
  • 45.000 / 20 = 2250.

بناءً على القياسات للمؤشرات التالية قرر المستثمر المشاركة مع شركة الأدوية؛ لعدة أسباب كما يلي:

  • القيم الدفترية الخاصة بالشركة أقل.
  • مكرر الربحية أقل بالنسبة لشركة الأدوية؛ مما يعني إمكانية استرداد رأس المال بشكل أسرع.
  • مضاعف القيمة الدفترية أقل في شركة الأدوية؛ مما يجعلها أقل تسعيرًا من شركة الاتصالات.

ما هي العلاقة بين القيم الدفترية والسوقية والعادلة للسهم؟

العلاقة بين القيم الدفترية، السوقية، والعادلة للسهم تكمن في اختلاف أسس التقييم لكل منها، وتأثيرها على فهم المستثمرين للسهم، ونلاحظ التالي:

القيمة السوقية

هي السعر الذي يُتداول السهم به في السوق المالية، إذ يعكس العرض والطلب عليه، ويتأثر بالعوامل الاقتصادية والسياسية وحتى الشائعات، ببساطة هي السعر الذي يرغب المستثمرون في دفعه لشراء السهم في اللحظة الراهنة.

القيمة العادلة

هي التقييم الحقيقي لقيمة السهم بناءً على الأداء المالي للشركة، وتوقعات نموها في المستقبل، وتُحتسب من خلال تحليل شامل لبيانات الشركة المالية وتوقعات الأرباح، وغالبًا ما تختلف القيمة العادلة عن القيمة السوقية؛ فقد تكون أعلى، أو أقل منها بناءً على هذا التقييم.

مقارنة بين القيم الثلاث

  • القيمة الدفترية: تمثل القيمة المحاسبية لأصول الشركة بعد خصم الالتزامات، وتساعد في معرفة القيمة الحقيقية للأصول التي يمتلكها المساهمون.
  • القيم السوقية: هي السعر الذي يُتداول به السهم في السوق، وتعكس العرض والطلب على السهم، ومدى ثقة المستثمرين في الشركة.
  • القيمة العادلة: تقدير دقيق لقيمة السهم، وتُستخدم لمعرفة ما إذا كان السهم مقومًا بأكثر أو أقل من قيمته الحقيقية.

أمثلة عملية لفهم العلاقة بين القيم الثلاث 

لفهم العلاقة بين القيم الثلاث (القيم الدفترية، القيمة السوقية، والقيمة العادلة)؛ دعنا نأخذ بعض الأمثلة:

الشركة “أ”

  • القيم الدفترية للسهم: 40 ريال.
  • القيم السوقية للسهم: 30 ريال.
  • القيمة العادلة للسهم: 36 ريال.

في هذا المثال، نلاحظ أن القيمة السوقية للسهم أقل من قيمته الدفترية؛ مما يوحي بأن السوق يقدّر الشركة بأقل من قيمتها الفعلية، لكن مع وجود تقدير للقيمة العادلة عند 36 ريال؛ فيشير ذلك إلى وجود فرصة شراء السهم بسعر منخفض مع احتمال ارتفاع قيمته مستقبلًا.

الشركة “ب”

  • القيمة الدفترية للسهم: 60 ريال.
  • القيم السوقية للسهم: 70 ريال.
  • القيمة العادلة للسهم: 66 ريال.

في حالة الشركة “ب”، نلاحظ أن القيمة السوقية للسهم أعلى من قيمته الدفترية؛ مما قد يعكس ثقة السوق بقدرة الشركة على النمو في المستقبل، ومع ذلك إذا كانت القيمة العادلة للسهم تقدّر بـ 66 ريال؛ فإن السهم قد يكون مقيمًا بأعلى من قيمته الحقيقية قليلًا؛ مما يستدعي من المستثمرين الحذر عند اتخاذ قرار الشراء.

كيفية استخدام القيمة الدفترية في تقييم الشركات

عندما يكون سعر السهم في السوق أقل من قيمته الدفترية؛ فهذا يكون إشارة على أن السوق يقلل من قيمة الشركة الحقيقية؛ وبالتالي هذا قد يفتح بابًا لفرص استثمارية مميزة، خاصة إذا كانت الشركة في وضع مالي قوي، وتتمتع بفرص نمو مستقبلية.

مثال

تخيل شركة “ج” في قطاع الطاقة، إذ تبلغ القيمة الدفترية لسهمها 100 ريال، بينما يُتداول في السوق بـ80 ريال، هنا يُقيم السهم بأقل من قيمته الدفترية بـ20 ريالًا.

إذا كانت الشركة تقدم مؤشرات إيجابية على النمو المستقبلي؛ فتكون هذه فرصة استثمارية ممتازة.

الجدير بالذكر أنه من أبرز المؤشرات التي تعزز من قيمة الاستثمار ما يلي:

  • تحقيق أرباح مستدامة: إذا كانت الشركة تحقق أرباحًا مستمرة، وتوزع أرباحًا دورية على مساهميها؛ فإن هذا يزيد من جاذبية السهم.
  • خطط توسعية: وجود خطط واضحة للتوسع واستثمارات مستقبلية يمكن أن يعزز من نمو الشركة، وزيادة قيمتها السوقية بمرور الوقت.
  • استقرار مالي: إذا كانت الشركة تتمتع بميزانية قوية وأصول كبيرة؛ فتُعزز الثقة في قدرتها على تحقيق أداء مالي جيد باستمرار.

تقييم الأسهم المقيمة بأعلى من قيمتها

عند تقييم الأسهم التي تُتداول بأعلى من قيمتها الفعلية؛ فمن الضروري توخي الحذر وفهم الأسباب وراء هذا التقييم، فعندما تتجاوز القيمة السوقية للسهم قيمته الدفترية؛ فإن ذلك يشير إلى أن السوق يُقدّر الشركة بأكثر مما تستحقه فعليًا؛ لذا في مثل هذه الحالات ينبغي على المستثمرين أن يدرسوا بعناية العوامل التي تؤدي إلى هذا التقييم.

مثال

إذا نظرنا إلى شركة تعمل في مجال التكنولوجيا، ولتكن شركة “د”، إذ تبلغ القيمة الدفترية للسهم 40 ريالًا، بينما القيمة السوقية 70 ريال؛ فهذا يعني أن السوق يقيم السهم بأكثر من قيمته الدفترية بفارق 30 ريال.

لذا قبل اتخاذ قرار الاستثمار؛ يجب تحليل عدة عوامل مهمة، مثل:

  • التوقعات المستقبلية: إذا كانت التوقعات مبنية على أسس غير مؤكدة أو مبالغ فيها؛ فإن السهم مسعر بأعلى من قيمته الفعلية.
  • المنافسة في السوق: هل تعلم أن المنافسة العالية قد تعيق تحقيق الشركة لأهدافها المالية المستقبلية.
  • الابتكار والتكنولوجيا: في حال كانت الشركة تعتمد على الابتكار؛ فإن تقييم السوق المرتفع مبرر إذا كانت الشركة ستحقق تقدمًا مستقبليًا

كيفية استخدام نسبة السعر إلى القيمة الدفترية (P/B)

نسبة السعر إلى القيم الدفترية (P/B) هي أداة مالية تعكس تقييم السوق للشركة مقارنة بالقيمة المسجلة في دفاترها، إذ يعتمد المستثمرون بشكل كبير على هذه النسبة لتقييم ما إذا كانت أسهم الشركة تُباع بسعر أعلى أو أقل من قيمتها الحقيقية؛ مما يساعدهم في اتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة.

كيفية حساب نسبة P/B

لحساب نسبة السعر إلى القيمة الدفترية (P/B)، نقوم بتقسيم سعر السهم في السوق على القيم الدفترية لكل سهم.. ببساطة يمكن التعبير عن ذلك بالصيغة التالية:

  • نسبة P/B = سعر السهم في السوق ÷ القيم الدفترية للسهم.

مثال

لنفترض أنك ترغب في تقييم شركة “هـ” التي تعمل في مجال الخدمات المالية، وتحتاج إلى حساب نسبة السعر إلى القيم الدفترية (P/B)، بالاعتماد على البيانات المتاحة، نجد أن:

  • سعر السهم في السوق يبلغ 80 ريال.
  • القيم الدفترية لكل سهم تقدر بـ 40 ريال.

لحساب النسبة نقسم سعر السهم على قيمته الدفترية، أي: 80 ÷ 40 = 2؛ وبالتالي هذا يشير إلى أن السوق يقيم الشركة بضعف قيمتها الدفترية.

أهمية استخدام برنامج قيود

استخدام برنامج قيود المحاسبي في حساب القيمة الدفترية مهم لعدة أسباب:

  • الدقة في الحسابات.
  • التحديث الفوري للمعلومات.
  • سهولة التقارير المالية.
  • التوافق مع المعايير المحاسبية.
  • إدارة فعالة للأصول.
  • التكامل مع الأنظمة الأخرى.

في الختام

تُعد القيمة الدفترية للسهم أداة مهمة لفهم الصحة المالية للشركة، ولكنها ليست المعيار الوحيد للحكم على جاذبية الاستثمار؛ فهي توفر للمستثمرين رؤية موضوعية حول قيمة الشركة بناءً على أصولها والتزاماتها، لكنها تتطلب دائمًا النظر في العوامل الأخرى، مثل: الأداء السوقي، والبيئة الاقتصادية؛ لذا على المستثمر الواعي أن يستخدم هذه القيمة كجزء من مجموعة أوسع من الأدوات التحليلية؛ لاتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة ووعيًا.

في ختام مقالنا هذا، نود أن نشير إلى أهمية برنامج قيود الذي يعد أفضل برنامج محاسبة يصدر القيمة الدفترية وإدارة المخزون، وأنظمة الفاتورة الإلكترونية، وكذلك نظام نقاط البيع.

بعد أن علمت ما هي القيمة الدفترية؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا؛ فهو برنامج محاسبي جذاب.

انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!

وسوم ذات صلة

سجل في نشرة قيود البريدية!

أهم الأخبار والقصص الملهمة لرواد الأعمال

المزيد من محتويات قيود

الرقم الضريبي في السعودية
مدونة

الرقم الضريبي في السعودية : ما هو وكيفية الحصول عليه والتحقق منه؟

في عالم مليء بالأرقام والإحصاءات والشروط المالية المعقدة، يظهر الرقم الضريبي كواحد من أهم الأرقام التي يجب على الأفراد والشركات في المملكة العربية السعودية الاهتمام بها في عام ٢٠٢٤، إذ إنه الرقم الذي يحمل في طياته العديد من المعاني والمسؤوليات المالية،

اقراء المزيد
إدارة الأعمال

كيفية إصدار السجل التجاري الإلكتروني، وما هي شروطه وتكلفته؟

في ظل رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية أصبح بإمكانك إصدار السجل التجاري الإلكتروني دون الحاجة للانتقال من منزلك، وذلك بعد تدشين المركز السعودي للأعمال، الذي يهتم بتحقيق الريادة في جودة الخدمات الحكومية المقدمة في المملكة، بالإضافة إلى جعل الإجراءات الاقتصادية أكثر

اقراء المزيد

ابدأ تجربتك المجانية مع قيود اليوم!

محاسبة أسهل

qoyod
>