التضخم كما تعرفه كتب الاقتصاد هو المعدل الذي ترتفع به أسعار السلع والخدمات مع مرور الوقت، أما في لغة الأسواق الدارجة يعرف التضخم بأنه “أموال كثيرة جدا تلاحق سلع وخدمات قليلة”.
في فترة الجائحة قامت دول العالم وبالأخص الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا بتيسير كمي كبير “طباعة النقود دون غطاء” وتوزيعها على السكان الملازمين لبيوتهم والذين وجدوا أنفسهم بعد الجائحة يملكون نقدا ولديهم رغبة جامحة للشراء بعد أشهر من الحجر المنزلي، مما رفع التضخم ليس في هذه الدول فحسب، بل في العالم أجمع.
عنوان هذا المقال” ريال الأمس ليست ريال اليوم” وهذا الأمس ليس الأمس البعيد، بل هو الأمس القريب جدا أي السنوات القليلة الماضية وهذا ينطبق على الدولار أيضا وعلى جميع عملات العالم.
عندما يكون التضخم مرتفعا، تنخفض القوة الشرائية لأموالك النقدية. هذا يعني أنه يمكنك شراء كمية أقل بنفس المبلغ من المال. على سبيل المثال، إذا كان لديك 100 ريال نقدا في المنزل وكان معدل التضخم 5%، فستبلغ قيمة أموالك النقدية 95 ريالا في السنة. بمعنى آخر، ستنخفض قدرتك الشرائية بنسبة 5%.
في تقرير بحثي للفايننشال تايمز، وجد أن القيمة الحقيقية للثروات تآكلت في 2021 و 2022 بأسرع معدل لها منذ أكثر من 40 عاما، مع وصول التضخم إلى أعلى ذروة له منذ بداية الثمانينيات.
ومن بين 59 مليون شخص في العالم يمتلكون أصول بقيمة تزيد على مليون دولار العام الماضي، فقط 34 مليونا منهم مؤهلون لأن يصبحوا مليونيرات هذا العام بالقيمة الحقيقية وفق التضخم. لكن من وجهة نظر متفائلة، يقول التقرير: التضخم أدى إلى تقليص قيمة النقود في السنوات الماضية، لكنه سهل على الشباب أن يصبحوا أثرياء.
كرائد أعمال ينصح بأن يكون هناك سيولة دائمة لدى الشركة لمواجهة أي تقلبات في السوق ولمواجهة مثل الظرف الحالي وهو ظرف الارتفاع المحموم لسعر الفائدة الذي يجعل الحصول على التمويل مكلفا جدا، ولكن بنفس القدر يجب أن تستغل السيولة الإضافية في توسيع النشاط والاستثمار في العمل، الإبقاء على الكاش يعني أنه سيخسر سنويا بلا شك.
أما بالنسبة للأفراد فينصح أن تستثمر الأموال في الأصول التي تميل قيمتها إلى الارتفاع بمرور الوقت. كالأسهم القيادية للشركات الناجحة وباستثمار طويل الأمد، بعيدا عن المضاربة، أو العقارات.
ينصح الأفراد أيضا بإنفاق أموالهم على الأشياء التي من شأنها أن تحمل قيمتها. ويمكن أن يشمل ذلك السلع المعمرة مثل الأثاث والأجهزة، أو الاستثمارات مثل الذهب أو الفضة.
في السعودية، الوضع أفضل من كثير من دول العالم فقد تباطأ معدل التضخم في خلال شهر سبتمبر إلى 1.7% على أساس سنوي ليبلغ أدنى مستوى خلال 19 شهرا أو منذ فبراير 2022 عندما سجل 1.6%، لكن تذكر دائما ريال اليوم ليس ريال الأمس.
جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا، وانطلق بثقة واستعد لتحقيق نجاحك وتميزك في عالم الأعمال المتغير والمتقلب.