في ورشة صغيرة بالعاصمة التونسية، يُقطع إسكندر محفوظ الورق المقوى ويحوله إلى أشياء مثل الأرفف ووحدات تخزين صغيرة.
وهذا هو العمل الذي يقوم به لشركته الناشئة “ليمز” التي شارك شقيقته في تأسيسها عام 2018.
وقال محفوظ، الذي كان يعمل في البداية مندوبا لشركة تأمين “هذا الورق المقوى تستعمله المصانع في التعليب، ويرمى بعد الانتهاء، أو يتلف أو يحرق، وكلها سبل مضرة بالبيئة.
قامت فكرتنا بأن نجمع هذا الورق ونعيد تدويره لصناعة منتجات جديدة”.
ويهدف محفوظ وشقيقته إلى تصنيع أثاث بأفكار مبتكرة مع حماية البيئة في الوقت نفسه.
تحولت الفكرة لتكون مشروعا لصناعة الأثاث من الورق المقوى، وقال: نأخذ الورق المقوى الذي كان في الأصل موجه للإتلاف أو الرمي في الطبيعة أو يكون مصيره الحرق ليخرج بدوره ثاني أوكسيد الكربون وهو ما يساهم في التغيرات المناخية.
ونعيد استعماله في صناعة منتوج جديد غير ملوث”.
وأوضح محفوظ أن منتجات الشركة تباع بعد ذلك للعملاء ومنافذ البيع بأسعار مناسبة.
ولا تبيع أنيسة قرقوري، وهي صاحبة متجر، منتجات الشركة فحسب، بل تستخدمها أيضا في عرض منتجاتها الخاصة.
وقالت “نحن عملاء شركة ليمز لأننا استعملنا منتوجه لتأثيث محلنا بالكامل وكذلك نحن نقوم ببيع منتجات الشركة”.
وأضافت ” الورق المقوى هو مادة قابلة للتحلل السريع ولا تبقى مدة كبيرة مثل البلاستيك.
لكن هناك مشكلة بالنسبة للورق وهي أنه يستهلك الكثير من المياه لتصنيعه أو إعادة تدويره ونحن نعاني من مشكلة مياه الآن”.
وبينما قد يتشكك كثيرون في تصنيع الأثاث من الورق المقوى الخفيف، يقول محفوظ إنه وجد طريقة لتقويته من خلال تكديس قطع عديدة مع بعضها البعض.
وأضاف “يقولون بأن الورق المقوى خفيفة، ليست قوية، قابلة للكسر ولا يمكن أن تحمل الأشياء، أنا أنصحهم بأن يأتوا ليروا بأعينهم ويقوموا بلمس المنتوج، أجلس على كرسي مصنوع من الورق، يتحمل 150 كيلوجراما تقريبا بدون أن يتكسر”.