وصل عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة في قطاع الرعاية الصحية في السعودية إلى 8438 منشأة في مجال الصحة العامة بنهاية عام 2022 .
وتمثل المنشآت الصغيرة أكثر من 50 % من إجمالي المنشآت الصغيرة والمتوسطة في قطاع الرعاية الصحية، تليها المنشآت متناهية الصغر، والمتوسطة.
إذ أن 3513 منشأة صحية في السعودية هي منشأة متناهية الصغر ( 1 -5 موظفين، أو إيرادات تتراوح بين 0 – 3 مليون ريال( ، فيما بلغ عدد المنشآت الصحية الصغيرة 4056 منشأة ( 6 – 49 موظفا أو إيرادات تتراوح بين 3 – 40 مليون ريال( ، و 869 منشأة متوسطة وهي التي يبلغ عدد موظفيها من 50 إلى 249 وتتراوح إيراداتها بين 40 – 200 مليون ريال.
فهل هذا الرقم الضئيل لعدد الشركات والمراكز العاملة في القطاع تعطي إشارة بجاذبية المشاريع الصحية.
على صعيد الشركات الكبرى فأحد أوضح الدلائل على جاذبية القطاع تصدر سليمان الحبيب، الملاك الأفراد من حيث الملكية في السوق السعودي بنحو 29.5 مليار ريال وذلك من خلال مجموعة مستشفيات الحبيب وارتفعت ملكية سليمان الحبيب بأكثر من 320%، بعد القفزات الكبيرة لسهم الشركة.
إذ كانت ملكيته تقدر بنحو 7 مليارات ريال عند طرح الشركة في السوق مطلع 2020. وتجاوز “سليمان الحبيب” الأمير الوليد بن طلال الذي طالما احتل المركز الأول، من حيث ملكية الأفراد في السوق من خلال حصته في “المملكة القابضة”.
ونمت الأرباح الصافية للشركات العاملة في مجال الرعاية الصحية والمدرجة في سوق الأسهم السعودية للعام الرابع على التوالي بنهاية 2022، مع تحسن هامش صافي الأرباح.
وبلغت الأرباح الصافية للعام الماضي مستوى قياسيا بتجاوز 3 مليارات ريال، بنمو 22.8 في المائة عن العام السابق 2021 البالغ 2.47 مليار ريال.
وتشمل هذه الشركات “مجموعة سليمان الحبيب، المواساة، دله الصحية، الحمادي، رعاية، المستشفى السعودي الألماني”.
ومن حيث الربحية، سيطر “الحبيب” على نحو 55% من الأرباح المحققة في العام الماضي بعد تحقيقه 1.65 مليار ريال، تلاه المواساة بحصة 19.8 في المائة، ثم دله الصحية 9.1 في المائة.
تقديم الخدمات الصحية.. قطاع واعد؟
تتركز غالبية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في قطاع الرعاية الصحية في منطقة الرياض، ومنطقة مكة المكرمة، والمنطقة الشرقية.
حيث تأتي منطقة الرياض في الصدارة ب 2638 منشأة صغيرة ومتوسطة، من أصل 8400 على مستوى المملكة.
كما حققت الشركات متناهية الصغر والصغيرة أغلبية بسيطة لكن مؤثرة في القطاع بنسبة 50.3 % من المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مجال الرعاية الصحية.
وأعلنت الحكومة السعودية ممثلة بوزارة الصحة في أكتوبر 2022 دعمها لـ 100 مشروع جديد بقيمة 48 مليار ريال لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال الرعاية الصحية على مدى الخمس سنوات المقبلة في قطاعات الرعاية المنزلية، وتدشين خدمات المستشفيات، والرعاية الصحية الأولية، والأشعة، وخدمات المختبر، والصيدلة.
وعلى صعيد أرقام التطبيقات الطبية المحلية واستخدام الخدمات الصحية عن بُعد، كشفت أحدث الإحصاءات أن هناك 29 مليون مريض مُسجَلين في تطبيق “موعد” التابع لوزارة الصحة وتم حجز 166 مليون موعد عن طريق التطبيق.
فيما استخدم 39% من السعوديين الاستشارات الطبية عن بعد، واشترى 48% منهم عبر الصيدليات الإلكترونية، مع وجود 66% مهتمين باستخدام تطبيقات الخدمات الصحية عن بعد، وهي مؤشرات تستحق الوقوف عندها.
نموذج نجاح.. استشارات طبية عن بعد
عرضت منشآت شركة “كيورا” كنموذج نجاح على العمل في القطاع الصحي، الشركة التي بدأت أعمالها عام 2016 في مجال الرعاية الصحية عن بُعد.
كانت أول شركة ناشئة في مجال الرعاية الصحية تُقدّم خدمات التواصل الفوري لمستخدميها عن طريق الرسائل النصية، وخدمات الاتصال الصوتية والمرئية، للحصول على استشارات فوريّة من الأطباء المسجلين على مدار الساعة.
ثم تقديم الوصفات الطبية إلكترونياً، والتسجيل في برامج الرعاية الصحيّة للاستشارات المتخصصة حول الاكتئاب، والتوتر، والأمراض المزمنة، والتغذية، وغيرها من الأمراض المرتبطة بنمط الحياة.
وباعتبارها منصة متقدمة في مجال الخدمات الصحيّة والتطبيب عن بُعد أثناء جائحة كورونا، أغلقت “كيورا” في أواخر عام 2021 جولتها التمويلية الأولى بقيمة 4 ملايين دولار بقيادة شركة “علم” لأمن المعلومات، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، ومركز ريادة الأعمال “واعد” التابع لأرامكو السعودية.
حيث مكّنت هذه الصفقة الشركة من توسيع خدماتها في المملكة، مع التخطيط أيضاً للتوسع الدولي. وعبر التطبيق قدم 4500 طبيب أكثر من 2.8 مليون استشارة لأكثر من 350 ألف مستفيد، 5% منهم من خارج السعودية.
