الحوسبة السحابية: الخدمات والفوائد والتأثير

لكي يتضح لنا مفهوم الحوسبة السحابية بشكل أفضل يمكننا الرجوع إلى الوراء فترة من الزمن قبل العمل بالحوسبة السحابية فكان كل من يرغب في الخدمات المتعلقة بالتخزين أو البرمجة يذهب إلى شرائها ومتابعتها، أما اليوم فبعد الانتشار الهائل لكميات المعلومات والبيانات المراد تخزينها والمراد أيضاً سرعة إرسالها عبر شبكات الانترنت أصبحت الحوسبة السحابية هي الملاذ الآمن لجميع المنشآت والمؤسسات، ولم يقتصر دور الحوسبة السحابية على الشركات والمنظمات بل تخدم بشكل كبير الافراد أيضاً فيمكنك حجز فنادق وطلب سيارة أجرة وتحميل محتوى تعليمي كله عبر الحوسبة السحابية.

أنواع الحوسبة السحابية

تتكون الحوسبة السحابية من ثلاث أنواع مختلفة نذكرها على النحو التالي:

الحوسبة السحابية العامة

تعني الحوسبة السحابية العامة أن جميع مزودي الخدمة والبنية التحتية من استقبال وتخزين وعرض البيانات توجد لدى مقر المزود ويصل إليها المشتركون عبر الانترنت ولا تعتبر الحوسبة السحابية العامة مناسبة لجميع المنشآت التي تتطلب سرية أكبر في البيانات مثل مؤسسات الرعاية الصحية والمنشآت المالية والبنوك حيث أنها توفر أكبر قدر من الغطاء التأميني لبيانات العملاء والمرضى.

الحوسبة السحابية الخاصة

تعني الحوسبة السحابية الخاصة أنها تخص مؤسسة واحدة فقط يمكن استضافتها عند مزود الخدمة وتستخدم في المنشآت التي لها طابع مميز في الحفاظ على سرية العملاء لديها كما أنها توفر معدلات أعلى في الآمان لدى مستخدميها حيث تكون جميع البيانات والمعلومات معزولة بمعرفة مؤسسة واحدة وتشرف عليها.

الحوسبة السحابية المختلطة 

وهي دمج بين الحوسبة السحابية العامة والخاصة بحيث تستفيد بمميزات النوعين معاً وهي عبارة عن دمج البيانات والمعلومات لدى المؤسسات التي تحمل نفس الخصائص فعلى سبيل المثال اشتراك المؤسسات الخدمية أو التي تقدم نفس السلعة. وهي مخصصة لتعاون المؤسسات مع بعضها في تخزين بياناتهم عبر الحوسبة السحابية المختلطة.

خدمات وفوائد الحوسبة السحابية

تتعدد الفوائد والخدمات التي تقدمها الحوسبة السحابية للشركات وأصبحت في الوقت الراهن لا غنى عنها في الكيانات الاقتصادية، والمؤسسات المالية الكبيرة ونذكر تلك الخدمات على النحو التالي:

الوصول السريع من أي مكان ومن أي جهاز 

لا يرتبط استخدام البرنامج الخاص بالمنشأة بتواجد الشخص داخل المنشأة حتى يقوم بعمله، وإنما البيانات والمعلومات مخزنة ومتاحة من على شبكة الانترنت بحيث يمكن للمستخدمين الوصول السريع وإنجاز جميع أعمالهم بسهولة.

التخلص من الكابلات والأجهزة ووحدات التخزين

لم تعد من اليوم بحاجة إلى أجهزة حاسب آلي ذات قدرة تخزينية عالية و ستتخلص من الكابلات والأسلاك والمولدات الخاصة بالنسخ الاحتياطي والمفاتيح الخاصة بالشبكات مقابل الاشتراك في خدمة الحوسبة السحابية وأضف إلى ذلك التقليل الكبير في التكاليف.

الأمان التام للبيانات والمعلومات الخاصة بالمنشأة

كنت في السابق تبحث عن نسخ احتياطية تستطيع من خلالها حفظ البيانات والمعلومات الخاصة بشركتك وستكون العاقبة وخيمة إذا تم تدمير وحدات التخزين الأصلية والاحتياطية بأي حادثة من الحوادث التي من الممكن أن تحدث، أما في الحوسبة السحابية والبيانات والمعلومات في آمان تام لأنها لا تخزن في وسط مادي ملموس وإنما على شبكة الانترنت العالمية، ولدى مزود للخدمة يتمتع بقدر كبير من الأمان والسرية، كما تتم عمليات المصادقة الثنائية وتتم عمليات نسخ احتياطي سحابي حتى تكتمل عملية الأمان للمعلومات.

أداء أسرع وتقنيات أعلى

من خلال الحوسبة السحابية يمكنك الحصول على أداء أسرع في إدخال البيانات والتغذية المستمرة للبرامج وبالتالي تلبية الطلبات سيكون أسرع والمنشأة ستحقق مكاسب أكبر وتقنيات فنية أعلى حيث تتيح لك المرونة الكاملة في تعديل وتغيير البيانات مما لا يؤثر في تعطل البرنامج الخاص بالمؤسسة.

النشر السريع للتطبيقات

غالباً ما تتطلب بعض المهام نشر سريع لبعض روابط التطبيقات الخاصة بالمؤسسات ففي الحالة العادية سيكون الأمر مكلف جداً ومرهق ويمكن للمؤسسة أن تتعاقد على شراء خوادم تخدم نشر التطبيقات بصورة أسرع أما مع الحوسبة السحابية فيتم ذلك بمنتهى السهولة دون الحاجة لشراء خوادم ودون الحاجة للتعاقد مع موظفين

اتخاذ القرارات بصورة أسرع

قبل ظهور الحوسبة السحابية كان صناع القرار داخل الشركات ينتظرون الكثير من الوقت حتى يتم تجميع البيانات والمعلومات التي من خلالها يحددون من خلالها القرار الصائب أما بعد ظهور الحوسبة السحابية أصبحت البيانات والمعلومات موجودة بشكل لحظي يستطيع صناع القرار رؤيتها فور دخولهم النظام الخاص بالمنشأة حيث يوجد بها أنظمة على قدر كبير من التقنية والتكنولوجية.

توفير النفقات والتكاليف 

إذا أردنا أن نحسب التكاليف الخاصة بالمنشأة قبل وجود الحوسبة السحابية فيمكننا القول بأنه لا بد من توافر أجهزة ضخمة تستوعب كمية البيانات والمعلومات وأيضاً وجود نسخ احتياطية للبيانات إذا ما تعرضت للتلف أيضاً يتطلب تعيين المسئولين عن البرنامج الذي يعمل عليه موظفي الشركة وارتباط المستخدمين بوجود مكان مؤهل لبيئة العمل، كل تلك التكاليف قد وفرتها الحوسبة السحابية

مكونات الحوسبة السحابية

تتكون الحوسبة السحابية من خمس مكونات رئيسية نذكرها على النحو التالي:

• التطبيق وهو البرنامج الذي نستخدمه للوصول إلى مزود الخدمة مثل تطبيق GMAIL
• العميل وهو الذي يمثله أما شخص أو مؤسسة وهو الذي يستأجر الخدمة من مزود الخدمة.
• المنصة وهي التي توفر لك تحميل التطبيق وتدعم جميع ملفاته وتقوم بحفظ البيانات والمعلومات المخزنة عليه.
• البنية التحتية وهي الأدوات التقنية الموجودة لدى مزود الخدمة لكي يقوم بعمله وتعمل على معالجة البيانات وحل المشكلات التي من الممكن أن تظهر لدى المستخدمين.
• الخدمة ذاتها وهي الخدمة التي تقدم من الحوسبة السحابية مثل إرسال ملفات أو تعديل صور أو غيرها من التطبيقات.

 برنامج قيود كنموذج للحوسبة السحابية للمنشآت المالية 

من الأمثلة العملية ويعتبر كنموذج توضيحي لما تقوم به الحوسبة السحابية من خدمات برنامج قيود والذي يقدم إدارة شاملة للعمليات الحسابية التجارية ويخدم العديد من القطاعات والتي لا تقتصر على القطاعات ذات الطابع التجاري وإنما يتعدى ذلك بخدمة القطاع الصناعي ويقدم خدمات إدخال وحفظ البيانات وعمل قيود اليومية المحاسبية والترحيل للدفاتر المجمعة وإعداد القوائم المالية وعمل حسابات الأرباح والخسائر وإصدار الفواتير وتقرير شامل للمبيعات ومراقبة المخزون وسنعرض أهم الخدمات المقدمة في كل قطاع من القطاعات الآتية:

 قطاع التجزئة 

• ضبط حركات النقدية من وإلى المنشأة ومراجعة حسابات الصندوق والبنك.
• متابعة حركة المخزون وعمل رصيد لحظي بعد البضاعة المباعة وتسجيل فواتير المشتريات من الموردين ومتابعة التحصيل ومتابعة السداد والشيكات المستحقة على المنشأة.
• متابعة مناديب البيع وعمل جرد على المبيعات الخاصة بكل مندوب.
• إمكانية مساعدة مدير المنشأة في عمل عروض حصرية وخصومات للعملاء.

قطاع المقاولات 

• عمل مركز تكلفة متخصص لكل مشروع على حدة إذا كانت المنشأة تعمل في أكثر من مشروع.
• المساعدة في عرض وتقييم الموردين والمتابعة الدورية على الشيكات المنصرفة كدفعات إلى الموردين ومتابعة السداد سواء السداد النقدي أو السداد البنكي أو السداد الالكتروني.
• عمل قاعدة بيانات للعملاء وترتيب العملاء من حيث الأكثر تعاملاً مع المنشأة إلى الأقل تعاملاً ومتابعة دفعات التحصيل من العملاء والشيكات المستحقة عليهم والمبالغ الدائنة للمنشأة.
• تحديد صلاحية المستخدمين لبرنامج قيود حيث يستوعب عدد لا محدود من المستخدمين وهو برنامج سحابي يمكنك الدخول والعمل عليه من أي مكان.
• يقدم برنامج قيود تجربة مجانية نسخة مطورة من البرنامج لمدة أربعة عشر يوماً بدون مقابل.

القطاع الخدمي 

• إضافة جميع الخدمات بخطوات سهلة وعمل قاعدة بيانات تشمل جميع الخدمات المقدمة مع أسعارها بالاضافة إلى عمل عروض خاصة وتخفيضات.
• عمل قاعدة بيانات للعملاء والمتابعة الدورية للتحصيل.
• متابعة دورية لمبيعات كل موظف ويتيح البرنامج عمل مستخدم لكل موظف بحيث يظهر اسم الموظف على كل فاتورة بيع وبالتالي تتم متابعة أداء الموظف من خلال البرنامج.
• إعداد القوائم المالية والتي تكون محدثة باستمرار حتى يطلع عليها متخدي القرار داخل المنشأة الخدمية كما يوفر البرنامج قائمة الدخل وقائمة التدفقات النقدية وأوامر الشراء وفواتير البيع.

قطاع المهن الحرة ( المحامين )

• إضافة وتقديم الخدمات المقدمة للعملاء.
• المتابعة الفورية للقضايا وعمل ترتيب القضايا العاجلة.
• عمل حساب خاص لكل محامي داخل المكتب.
• قاعدة بيانات تفصيلية عن العملاء .
• عمل تقارير مالية شاملة ومتابعة التحصيل من الموكلين.

القطاع التقني 

• يضيف برنامج قيود جميع الخدمات التقنية بمنتهى السهولة.
• يتم تحديد أسماء الموظفين ووضع أسمائهم على ملفات الاستخدام في البرنامج بحيث يتم كتابة المستخدم الحالي هو الموظف ويتم كتابة اسم الموظف.
• عمل نظام مكافآت للموظفين وذلك بحسب انتاجيتهم في العمل.
• عمل قاعدة بيانات للعملاء والتقارير المالية محدثة باستمرار.

في الختام 

تعرفنا من خلال السطور القليلة السابقة على تعريف مبسط وشامل عن الحوسبة السحابية والخدمات التي تقدمها وأهم الفوائد التي قدمتها للمنشآت والأفراد كما تعرفنا على المكونات الأساسية للحوسبة السحابية وقد أخذنا نموذج لتوضيح المفهوم وهو برنامج قيود للمحاسبة وهو برنامج سحابي عبر الانترنت ونرجو أن نكون قد وفقنا في عرض ذلك.