التسويق الخفي: تعريفه، استراتيجياته، ودوره في العصر الرقمي

التسويق الخفي تعريفه، استراتيجياته، ودوره في العصر الرقمي

شارك هذا المحتوي

وقت القراءة 9 دقائق

التسويق الخفي، والمعروف أيضًا بـ”التسويق غير المباشر” (Stealth Marketing)، هو أحد الأساليب التسويقية الإبداعية التي تعتمد على إيصال الرسائل التسويقية إلى الجمهور المستهدف دون أن يدركوا بشكل واضح أنهم يتعرضون لحملة إعلانية. بعبارة أخرى، يعمل التسويق الخفي على دمج المنتج أو العلامة التجارية في سياقات تبدو طبيعية وغير متكلفة، مما يثير اهتمام الجمهور بشكل غير مباشر ودون استخدام الوسائل الترويجية التقليدية.

تعريف التسويق الخفي

يمكن تعريف التسويق الخفي على أنه استراتيجية تسويقية تستهدف تعزيز الوعي بالعلامة التجارية أو المنتج عن طريق تقديمه في سياقات عفوية وغير صريحة. تُستخدم هذه الطريقة لجذب انتباه الجمهور بطريقة أكثر سلاسة ودون أن يشعروا بأنهم تحت ضغط الإعلانات المباشرة. يعتمد التسويق الخفي على تحقيق تأثير نفسي يدفع الجمهور إلى الاهتمام بالمنتج أو البحث عنه دون إدراكهم أنهم جزء من استراتيجية تسويقية.

لماذا يُطلق عليه هذا الاسم؟

أُطلق على هذا الأسلوب اسم “التسويق الخفي” لأنه يتسم بالخفاء والذكاء في تنفيذ رسائله. بدلاً من أن تظهر الرسالة التسويقية بشكل واضح ومباشر كما هو الحال في الإعلانات التقليدية، يتم تقديمها بطرق غير مباشرة، بحيث يبدو وكأن المنتج أو الخدمة جزء طبيعي من المشهد.

فعلى سبيل المثال، قد يظهر منتج معين بشكل غير ملحوظ في مشهد فيلم أو مسلسل تلفزيوني، أو يتم استخدامه من قبل أحد الشخصيات بطريقة تبدو عفوية. الهدف هنا هو جعل الجمهور يشعر بالارتباط العاطفي أو الفضول تجاه المنتج دون إدراكهم أنهم يتعرضون لحملة تسويقية.

التسويق الخفي يُفضَّل في كثير من الأحيان لأنه يتيح للعلامات التجارية الوصول إلى الجمهور المستهدف بطرق أقل إزعاجًا. هذا الأسلوب يجعل الجمهور يشعر بأنه لم يتم استهدافه بشكل مباشر، مما يزيد من فرص تقبل الرسالة التسويقية.

على الرغم من فعالية التسويق الخفي في خلق وعي طويل الأمد بالعلامة التجارية، إلا أنه قد يثير جدلاً أخلاقيًا في بعض الحالات. يعتقد بعض النقاد أن الجمهور يجب أن يكون على دراية بأنهم يتعرضون لإعلان، في حين يرى المؤيدون أن التسويق الخفي يُعد أداة مبتكرة لجذب انتباه الجمهور في ظل الإشباع الإعلاني الذي يشهده العصر الرقمي.

في نهاية المطاف، يبقى التسويق الخفي من أكثر الأساليب التسويقية جاذبية وإثارة، حيث يجمع بين الإبداع والإقناع لتحقيق الأهداف التجارية دون الاعتماد على الطرق التقليدية المألوفة.

تاريخ ظهور التسويق الخفي وتطوره

جذور التسويق الخفي

يرجع تاريخ التسويق الخفي إلى بدايات القرن العشرين، عندما بدأت العلامات التجارية بالبحث عن أساليب جديدة للترويج لمنتجاتها بعيدًا عن الطرق التقليدية. إحدى أوائل المحاولات التي يمكن تصنيفها تحت مظلة التسويق الخفي كانت عندما استعانت الشركات الشهيرة في الولايات المتحدة بمشاهير الأفلام الصامتة لارتداء منتجاتهم أو استخدامها أمام الكاميرا دون الإعلان عنها بشكل مباشر.

على الرغم من أن التسويق في ذلك الوقت كان يقتصر على الإعلانات المباشرة عبر الصحف والراديو، بدأت الشركات تدرك أهمية تقديم منتجاتها في سياقات تبدو طبيعية وغير مفتعلة، مما يُظهر المنتج على أنه جزء من حياة الناس اليومية. هذا الأسلوب كان جذابًا لأنه خلق إحساسًا بالمصداقية والانتماء لدى الجمهور.

تطور التسويق الخفي مع الزمن

مع مرور الزمن وتطور وسائل الإعلام، تطورت أيضًا استراتيجيات التسويق الخفي، وأصبحت أكثر تعقيدًا وإبداعًا. في فترة الأربعينيات والخمسينيات، بدأ هذا الأسلوب يظهر بشكل أكثر وضوحًا في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية من خلال ما يُعرف بـ”التضمين الإعلاني” (Product Placement). مثال على ذلك كان ظهور زجاجات الكوكاكولا في أفلام هوليوود بشكل غير مباشر ولكن ملحوظ، مما زاد من شهرة المنتج دون الحاجة إلى إعلان مباشر.

في العقود اللاحقة، ومع انتشار التلفزيون كوسيلة إعلام رئيسية، استفادت العلامات التجارية من الشعبية الهائلة للبرامج الترفيهية والمباريات الرياضية لتقديم منتجاتها بطرق غير مباشرة. كان الهدف دائمًا هو أن يُعرض المنتج بطريقة تبدو طبيعية وغير قسرية، مثل وجود شعار الشركة في الخلفية أو استخدام المقدمين للمنتج خلال العرض.

التسويق الخفي في العصر الرقمي

مع بداية القرن الحادي والعشرين، أحدثت الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ثورة في طرق التسويق، ولم يكن التسويق الخفي استثناءً. ظهرت أساليب جديدة قائمة على استغلال شهرة المؤثرين (Influencers) على منصات مثل Instagram وYouTube، حيث يتم الترويج للمنتجات والخدمات بطريقة طبيعية من خلال الحياة اليومية للمؤثرين.

على سبيل المثال، قد يُظهر أحد المؤثرين منتجًا أثناء استخدامه بشكل طبيعي في فيديوهاتهم، دون الإشارة بشكل مباشر إلى أنه إعلان مدفوع. هذا الأسلوب جعل التسويق أكثر شخصية وجعل الجمهور يشعر أن المنتج مُوصى به بشكل صادق.

كما استفادت العلامات التجارية من ألعاب الفيديو ومحتوى الترفيه الرقمي في تقديم تسويق خفي. أصبحت الألعاب الشهيرة تضم منتجات حقيقية مثل السيارات والعلامات التجارية للأزياء، مما يجعل المستخدمين يتعرضون للعلامة التجارية خلال تجربة اللعب دون إدراك مباشر.

كيف تطور مع وسائل الإعلام المختلفة؟

الأفلام والتلفزيون: تطور التسويق الخفي في هذه الوسائط من مجرد وضع المنتجات في الخلفية إلى جعلها جزءًا أساسيًا من القصة. على سبيل المثال، فيلم E.T. الذي صدر في الثمانينيات، ساهم في زيادة مبيعات حلويات “Reese’s Pieces” بفضل مشهد محوري يظهر فيه المنتج.

الإذاعة والبودكاست: في الإذاعة والبودكاست، يتم إدراج العلامات التجارية في النصوص بشكل سلس، مثل أن يذكر مقدم البرنامج منتجًا أثناء المناقشة دون أن يبدو كإعلان.

وسائل التواصل الاجتماعي: أصبحت الوسائل الاجتماعية البيئة المثالية للتسويق الخفي، حيث يستخدم المؤثرون المنتجات خلال حياتهم اليومية أو أثناء تقديم نصائح وإرشادات.

الألعاب الرقمية: الألعاب مثل FIFA وGrand Theft Auto أصبحت منصات فعالة للتسويق الخفي من خلال تضمين لوحات إعلانية داخل اللعبة أو تقديم المنتجات كجزء من محتوى اللعبة.

الخلاصة

التسويق الخفي ليس ظاهرة جديدة، لكنه تطور ليواكب تغيرات العصر ووسائل الإعلام المختلفة. من الأفلام إلى وسائل التواصل الاجتماعي، استطاع هذا الأسلوب أن يُثبت جدارته كأحد أكثر استراتيجيات التسويق إبداعًا وفعالية، حيث يُظهر المنتجات في سياقات طبيعية تزيد من تفاعل الجمهور وثقتهم بها.

استراتيجيات التسويق الخفي

التسويق الخفي يعتمد على الوصول إلى الجمهور بطرق طبيعية وغير مباشرة، بحيث يتفاعل المستهلك مع المنتج أو الخدمة دون أن يشعر بأنه مستهدف بإعلان تقليدي. لتحقيق هذا الهدف، تتبنى العلامات التجارية استراتيجيات متنوعة لإبراز منتجاتها أو خدماتها بطرق ذكية وإبداعية. فيما يلي شرح تفصيلي لبعض هذه الاستراتيجيات:

1. الاستفادة من المحتوى غير المباشر

تعريف الاستراتيجية:

تعتمد هذه الاستراتيجية على إدخال المنتج أو العلامة التجارية في سياق المحتوى بطريقة طبيعية وغير مباشرة، دون الإشارة الصريحة إلى أنه إعلان. الهدف هو جعل المنتج جزءًا من القصة أو التجربة التي يتفاعل معها الجمهور.

كيفية التنفيذ:

  • دمج المنتجات في الأفلام والمسلسلات:
    تُعد الأفلام والمسلسلات من أكثر الوسائل شيوعًا لاستخدام المحتوى غير المباشر. على سبيل المثال، يظهر المنتج كجزء من الحياة اليومية للشخصيات، مثل شرب القهوة من كوب يحمل شعار العلامة التجارية، أو قيادة سيارة تحمل اسم الشركة.
    مثال: في فيلم E.T.، ساهم ظهور حلويات “Reese’s Pieces” بشكل غير مباشر في زيادة مبيعاتها بشكل كبير.
  • إبراز العلامة التجارية في الألعاب الرقمية:
    تُظهر الألعاب الإلكترونية منتجات وشعارات داخل اللعبة، مثل لوحات الإعلانات على الطرق أو استخدام السيارات التي تحمل أسماء حقيقية.
  • إدماج المنتج في الحوارات أو القصة:
    يمكن للمسلسلات أو البرامج التلفزيونية الإشارة إلى منتج أو علامة تجارية أثناء الحوار، دون تقديمه كإعلان.

أهمية الاستراتيجية:

  • تجعل الجمهور يشعر بأن المنتج جزء من حياتهم اليومية.
  • تزيد من الوعي بالعلامة التجارية دون شعور المستهلك بالإزعاج.
  • تعزز مصداقية المنتج من خلال تقديمه في سياق طبيعي.

2. استخدام المؤثرين بشكل غير واضح

تعريف الاستراتيجية:


تعتمد هذه الطريقة على التعاون مع المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram وYouTube وTikTok للترويج للمنتجات بشكل طبيعي وغير واضح. يقوم المؤثرون بعرض المنتج كجزء من حياتهم اليومية، مما يجذب الجمهور ويجعلهم يشعرون أن التوصية صادقة وغير مدفوعة.

كيفية التنفيذ:

  • الاستخدام العفوي للمنتجات:
    يعرض المؤثرون المنتجات أثناء استخدامهم لها في فيديوهاتهم أو صورهم اليومية دون الإشارة المباشرة إلى أنها جزء من حملة إعلانية.
    مثال: نشر صورة أثناء تناول مشروب معين دون ذكر العلامة التجارية بوضوح، مع ترك الشعار مرئيًا.
  • تقديم النصائح أو الإرشادات:
    يقوم المؤثر بتقديم نصائح أو شرح لكيفية استخدام المنتج بطريقة تبدو طبيعية، مثل تقديم وصفة طعام باستخدام منتجات شركة معينة.
  • التعاون مع المؤثرين الصغار (Micro-influencers):
    غالبًا ما تكون التوصيات من المؤثرين الصغار أكثر تأثيرًا، لأنهم يتمتعون بمصداقية أعلى وقاعدة متابعين تشعر بالتواصل الشخصي معهم.

أهمية الاستراتيجية:

  • تُكسب المنتج مزيدًا من المصداقية لأن الترويج يتم بطريقة تبدو طبيعية وغير مدفوعة.
  • تساعد على بناء الثقة بين العلامة التجارية والمستهلك.
  • تعزز تفاعل الجمهور مع المنتج بسبب أسلوب العرض الشخصي.

أنواع التسويق الخفي

أنواع التسويق الخفي
أنواع التسويق الخفي

1. التسويق عبر السينما والمسلسلات (Product Placement)

هذا النوع من التسويق الخفي يعتمد على دمج المنتجات أو الخدمات داخل سياق القصة الفنية، سواء في الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية، بطريقة طبيعية لا تبدو إعلانية مباشرة. يُعتبر هذا الأسلوب من أقدم أشكال التسويق الخفي وأكثرها تأثيرًا.

كيف يتم ذلك؟

  • الظهور الطبيعي للمنتجات:
    مثل استخدام الشخصية الرئيسية في الفيلم لهاتف معين، أو شرب مشروب من علامة تجارية مشهورة خلال مشهد درامي.
  • الربط بالسياق القصصي:
    يتم تقديم المنتج كجزء أساسي من القصة، بحيث يلعب دورًا في تطور الأحداث. مثال على ذلك، استخدام سيارة من علامة تجارية معينة كوسيلة هروب في فيلم أكشن، ما يعزز قوة المنتج وسرعته في أذهان الجمهور.

أمثلة شهيرة:

  • فيلم James Bond: يُعرف باستخدامه المتكرر لسيارات “Aston Martin” وساعات “Omega”.
  • فيلم The Matrix: حيث ظهر هاتف Nokia ليصبح رمزًا لتكنولوجيا المستقبل آنذاك.

2. التسويق في الأحداث والمعارض

في هذا النوع، تستغل العلامات التجارية الأحداث الكبرى والعروض الحية لترويج منتجاتها أو خدماتها بطريقة خفية وغير مباشرة.

كيف يتم ذلك؟

  • الرعاية بدون ترويج صريح:
    تقوم العلامات التجارية برعاية فعاليات رياضية أو حفلات موسيقية دون التركيز على إعلان مباشر، بل من خلال دمج شعارها في تصميم المكان أو توزيع منتجاتها مجانًا.
  • تقديم المنتجات كجزء من التجربة:
    في العروض الحية، قد يتم توزيع مشروبات أو عينات من منتجات معينة للجمهور، مما يتيح تجربة مباشرة للمنتج.

أمثلة:

  • كأس العالم لكرة القدم: العديد من العلامات التجارية العالمية مثل “Coca-Cola” و”Adidas” تدمج نفسها في الفعالية من خلال اللوحات الإعلانية أو تقديم منتجاتها للجمهور.
  • عروض الأزياء: حيث تظهر علامة معينة كمصدر رئيسي للمكياج أو الأزياء المستخدمة في العرض.

3. التسويق عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي

مع صعود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح التسويق الخفي أكثر شيوعًا عبر هذه المنصات، حيث يمكن تقديم المنتجات بطريقة غير مباشرة من خلال المحتوى الرقمي.

كيف يتم ذلك؟

  • تعاون المؤثرين:
    يظهر المؤثرون في مقاطع الفيديو أو الصور وهم يستخدمون منتجًا معينًا دون الإشارة إلى أنه إعلان مدفوع. على سبيل المثال، يظهر أحدهم وهو يتحدث عن يومه بينما يرتدي ساعة من علامة تجارية مشهورة.
  • المقالات والبودكاست:
    يتم الترويج لمنتج أو خدمة كجزء من محتوى توعوي أو قصصي دون الإعلان عن كونه مدفوعًا، مما يضفي عليه مصداقية أكبر.
  • الألعاب الرقمية:
    تظهر العلامات التجارية بشكل طبيعي في تصميم الألعاب، مثل لوحات إعلانية داخل اللعبة أو شعارات تظهر على الملابس الافتراضية للشخصيات.

أمثلة:

  • على منصات مثل Instagram وTikTok، قد يظهر المؤثرون وهم يستخدمون منتجًا معينًا في إطار طبيعي مثل روتين يومي.
  • ألعاب الفيديو مثل FIFA: حيث تظهر شعارات العلامات التجارية العالمية في الملاعب داخل اللعبة.

أهمية هذه الأنواع في التسويق

  • زيادة التفاعل: تتيح هذه الأنواع للعلامات التجارية الوصول إلى الجمهور بطريقة طبيعية وفعّالة.
  • تعزيز الولاء: يشعر الجمهور باتصال أكبر بالمنتج عند رؤيته مدمجًا في محتوى يعجبهم.
  • التأثير النفسي: يساعد دمج المنتجات بشكل غير مباشر على بناء صورة ذهنية إيجابية عنها، دون شعور المتلقي بأنه مستهدف بإعلان مباشر.

دور وسائل الإعلام الحديثة في تعزيز التسويق الخفي

تُعد وسائل الإعلام الحديثة، مثل الشبكات الاجتماعية والتطبيقات الرقمية، العمود الفقري لاستراتيجيات التسويق الخفي في العصر الحالي. فقد وفرت هذه الوسائل منصات واسعة الانتشار وفعالة للتفاعل مع الجماهير بطريقة غير مباشرة، مما يجعل التسويق الخفي أكثر تأثيرًا وفعالية.

كيف يتم استخدام الشبكات الاجتماعية والتطبيقات؟

1. الترويج عبر المحتوى الطبيعي

وسائل التواصل الاجتماعي مثل Instagram وTikTok أصبحت أدوات قوية للتسويق الخفي. يتم استغلال هذه المنصات من خلال دمج المنتجات أو الخدمات في المحتوى الطبيعي، مثل الصور أو مقاطع الفيديو، دون الإشارة بشكل واضح إلى أنها إعلانات مدفوعة.

  • تعاون المؤثرين:
    المؤثرون يلعبون دورًا محوريًا في هذه الاستراتيجية. فهم يُظهرون المنتجات كجزء من حياتهم اليومية، مما يعزز مصداقية المنتج لدى متابعيهم.

    • مثال: مؤثر يظهر في فيديو وهو يستخدم هاتفًا معينًا أثناء تسجيل يومياته.
  • القصص والبث المباشر:
    يتم الترويج للمنتجات خلال القصص اليومية أو أثناء البث المباشر، حيث يشعر الجمهور بأنهم يشاهدون تجربة حقيقية غير مخطط لها مسبقًا.

2. الإعلانات المدمجة في التطبيقات

التطبيقات المختلفة تُستخدم لنقل رسائل تسويقية خفية بطرق مبتكرة:

  • ألعاب الفيديو: تظهر شعارات العلامات التجارية على لوحات إعلانية داخل اللعبة أو كجزء من بيئة اللعب.
  • تطبيقات الصحة واللياقة: تُعرض توصيات لمنتجات غذائية أو رياضية أثناء استخدام التطبيق.

3. المحتوى الذي يولّده المستخدمون

العلامات التجارية تشجع المستخدمين على مشاركة تجاربهم مع المنتج على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا النوع من المحتوى يُعتبر تسويقًا خفيًا لأنه يبدو عفويًا وغير مُخطط له.

أدوات التحليل لقياس نجاح التسويق الخفي

1. تحليل التفاعل (Engagement Analysis)

يقيس التفاعل مع المحتوى الذي يتضمن رسائل تسويقية خفية:

  • عدد الإعجابات والتعليقات على المنشورات.
  • نسبة المشاركة (Share) بين المستخدمين.
  • عدد المشاهدات في الفيديوهات أو القصص.

2. أدوات تتبع الأداء

العديد من الأدوات تُستخدم لتتبع أداء التسويق الخفي:

  • Google Analytics: لتحليل حركة المرور من وسائل التواصل الاجتماعي إلى موقع العلامة التجارية.
  • Sprout Social وHootsuite: لقياس معدلات التفاعل وتحليل الجمهور.

3. رموز الخصم والتفاعل المباشر

رموز الخصم المخصصة التي يتم تقديمها عبر المؤثرين تساعد على قياس فعالية الحملة. يمكن تتبع عدد المرات التي تم فيها استخدام الرمز، مما يعطي مؤشرًا دقيقًا عن مدى نجاح التسويق.

4. استطلاعات الرأي وتحليل التعليقات

تُجرى استطلاعات على وسائل التواصل الاجتماعي لفهم آراء الجمهور حول المنتج. كما يُمكن تحليل التعليقات التي يُدلي بها المستخدمون لمعرفة تأثير التسويق الخفي عليهم.

5. تحليل الشبكة الاجتماعية (Social Network Analysis)

هذا النوع من التحليل يتيح فهم مدى انتشار الرسالة التسويقية داخل الشبكات الاجتماعية، من خلال تحديد نقاط الاتصال المؤثرة والانتشار بين المستخدمين.

أهمية الإعلام الحديث في التسويق الخفي

أهمية الإعلام الحديث في التسويق الخفي
أهمية الإعلام الحديث في التسويق الخفي
  1. الوصول إلى الجمهور المستهدف بدقة:
    تتيح وسائل الإعلام الحديثة استهداف شرائح محددة بناءً على العمر، الموقع الجغرافي، والاهتمامات.
  2. تأثير طويل الأمد:
    التسويق الخفي عبر وسائل الإعلام الحديثة يبني علاقة طويلة الأمد مع الجمهور لأنه يعتمد على التفاعل الطبيعي بدلاً من الإعلانات الصريحة.
  3. التكلفة الفعالة:
    بالمقارنة مع الإعلانات التقليدية، يُعد التسويق الخفي عبر وسائل الإعلام الحديثة أقل تكلفة مع تأثير أقوى على المدى الطويل.
  4. التكيف مع التوجهات الجديدة:
    الإعلام الحديث يوفر مرونة في تعديل الحملات التسويقية حسب ردود الفعل والتغيرات في اهتمامات الجمهور.

خاتمة

التسويق الخفي يمثل إحدى الأدوات الإبداعية التي تجمع بين التأثير والابتكار في عالم التسويق الحديث. بفضل تطور وسائل الإعلام والتكنولوجيا الرقمية، أصبح التسويق الخفي وسيلة فعالة للوصول إلى الجمهور المستهدف بطريقة غير مباشرة تعزز الثقة وتترك أثرًا طويل الأمد.

من خلال فهم استراتيجيات التسويق الخفي واستغلالها بالشكل الصحيح، يمكن للشركات تحقيق أهدافها التسويقية دون الحاجة إلى الحملات الإعلانية التقليدية المكلفة. إذ يمكنهم توظيف المؤثرين، ودمج المنتجات في المحتوى الترفيهي، واستخدام أدوات التحليل لقياس الأداء وتطوير الخطط المستقبلية.

في النهاية، التسويق الخفي ليس مجرد وسيلة للإعلان، بل هو فن يتطلب فهمًا عميقًا للجمهور واحتياجاته، مع دمج الإبداع والتكنولوجيا للوصول إلى نتائج استثنائية. ومع استمرار التطور الرقمي، فإن مستقبل التسويق الخفي يبدو واعدًا كأداة تسويقية تجمع بين الكفاءة والفعالية في ظل المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية.

وسوم ذات صلة

سجل في نشرة قيود البريدية!

أهم الأخبار والقصص الملهمة لرواد الأعمال

المزيد من محتويات قيود

ما أهمية مؤشرات الأداء الرئيسية KPI وكيفية استخدامها؟
إدارة الأعمال

ما أهمية مؤشرات الأداء الرئيسية KPI وكيفية استخدامها؟

في عالم الأعمال المعاصر، تتعرض المؤسسات والفرق لمنافسة شديدة ومتطلبات متزايدة لتحقيق النجاح المستدام.؛ لكي تتمكن هذه الجهات من النجاح في بيئة العمل الديناميكية، يصبح من الضروري مراقبة وتقييم الأداء بشكل مستمر. هنا تأتي أهمية مؤشرات الأداء الرئيسية KPI، وهي أدوات

اقراء المزيد
التسويق الخفي تعريفه، استراتيجياته، ودوره في العصر الرقمي
إدارة الأعمال

التسويق الخفي: تعريفه، استراتيجياته، ودوره في العصر الرقمي

التسويق الخفي، والمعروف أيضًا بـ”التسويق غير المباشر” (Stealth Marketing)، هو أحد الأساليب التسويقية الإبداعية التي تعتمد على إيصال الرسائل التسويقية إلى الجمهور المستهدف دون أن يدركوا بشكل واضح أنهم يتعرضون لحملة إعلانية. بعبارة أخرى، يعمل التسويق الخفي على دمج المنتج أو

اقراء المزيد

ابدأ تجربتك المجانية مع قيود اليوم!

محاسبة أسهل

qoyod