مع نهاية شهر فبراير الماضي أكملت اثنتان من كبرى الشركات في قطاع تجزئة السلع والكماليات في المنطقة إعلان قوائمها المالية للعام 2023 عبر موقع البورصة السعودية، درسنا في قيود وبشكل مختصر شركتين لملاحظة شكل النمو في مبيعات التجارة الإلكترونية.
الشركتان، هما جرير وإكسترا ، وهي شركات رابحة، استقرت أرباح جرير دون تغيير تقريبا بين 2023 و2022، وانخفض صافي أرباح إكسترا بنحو 11% ، وبرغم هذا إلا أن كلا الشركتين سجلت نموا على صعيد المبيعات عبر التجارة الإلكترونية التي غدت مسارا رئيسيا لتوجه المستهلكين.
هذا المسار استمد قوته من الشباب الذي هم من أقوى الطبقات المستهلكة أجادوا أساليب التحول الرقمي إضافة إلى سهولة وسائل الدفع الإلكتروني، وربما بالغ أحدهم فقال إن الوقت الذي يستغرقه في الشراء الإلكتروني عبر جواله يوازي تقريبا إن لم يكن أقل الوقت الذي يستغرقه في الوقوف لدى الكاشير داخل الفرع.
عودا على تحليلنا، شركة “إكسترا” شكلت إيراداتها عبر التجارة الإلكترونية خلال 2023 نحو 19.8% إذ تجاوزت مبيعاتها 1094 مليون ريال (1.1 مليار ريال) بنمو بلغ 5 % مقارنة بـ 2022 حين كانت قريبة من هذه القيمة بنحو 1039 مليون ريال.
أما جرير، فمثلت إيراداتها عبر التجارة الإلكترونية خلال 2023 نحو 18.9% إذ تخطت مبيعاتها 2006 مليون ريال (2 مليار ريال) بنمو كبير لا يستهان به ناهز الـ 19%مقارنة بـ 2022، حين بلغت 1192 مليون ريال (1.1 مليار ريال) .
لا يمكن إنكار أن لهذه الشركتين ميزة تنافسية تعزز موقعها في التجارة الإلكترونية فالسلع التي تبيعها معروفة لدى غالبية المستخدمين، العميل يعرف كل ما يريده عن شاشة التلفاز التي سيطلبها أو الهاتف الذكي الذي سيشتريه وهما صنفان من أبرز ما تبيع جرير وإكسترا ، وشاهد لكلاهما مراجعات طويلة وتفصيلية على اليوتيوب، ولا حاجة له أن يزور الفرع للشراء، لكن هذا لا يمنع أن هذه الشركات عززت هذه الميزة لتحقق مكاسب كبيرة.
شاركنا خبير في المبيعات رأيه حول هذه الميزة قائلا: أدركت السوق بأكملها هذه الميزة فبدأت الشركات ومحلات التجزئة باستخدام حساباتها على التواصل الاجتماعي أو المشاهير لتصوير وشرح كل تفاصيل المنتج الذي تبيعه بحيث لا تترك في ذهن المشتري أي سؤال مطلقا، هي فقط تضعه أمام خيار الشراء.