الإدارة: مفهومها، مستوياتها، أنواعها، وأهم وظائفها

الإدارة مفهومها، مستوياتها، أنواعها، وأهم وظائفها

شارك هذا المحتوي

وقت القراءة 6 دقائق

في عالم متسارع لا يعرف التوقف، إذ تصبح القرارات أكثر تعقيدًا والتحديات أكثر حدة، تتجلّى الإدارة كفنٍّ وعلمٍ يمتزجان لقيادة المؤسسات نحو النجاح؛ فهي القوة الخفية التي تحرك عجلة التقدم، وتهندس الطريق نحو الأهداف المنشودة، فما بين سطور الرؤية الاستراتيجية وخيوط التخطيط التكتيكي؛ تنبثق أي إدارة لتبني جسورًا من التواصل، وتزرع بذور الإبداع في تربة الطموح؛ لذا فإنها رحلة تستحق الاستكشاف؛ لأنها ليست مجرد وسيلة لتحقيق غايات، بل هي قلب ينبض بالحياة داخل كل منظمة ناجحة، فكيف نجعل منها أداة فعّالة للتميز في هذا العصر الذي لا يعترف إلا بالقوي والمتجدد؟ هذا ما سنكتشفه في هذه المقالة؛ فتابع معنا.

ما هي تعريف الإدارة؟

هي عملية التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والتنسيق، ودعم العاملين، وتشجيعهم، والرقابة على الموارد المادية والبشرية؛ بهدف تحقيق أقصى النتائج بأفضل الطرق وأقل التكاليف، والجدير بالذكر أن هذه العملية تتطلب تكامل مجموعة من الوظائف الرئيسة؛ لضمان تحقيق الأهداف المحددة للمنظمة.

ما هو مفهوم الإدارة من منظور العلماء؟

هناك العديد من التعاريف التي قدمها العلماء على مر العقود، والتي تركز على جوانب مختلفة من العملية الإدارية، ويمكن اختصار بعضها فيما يلي:

فردريك تايلور (Frederick Taylor)

يركز تعريف تايلور على الدقة والفعالية في تنفيذ المهام، ووفقًا له؛ فإن الإدارة تعني تحديد ما يجب على العاملين القيام به، ثم التأكد من أنهم يقومون بتنفيذ هذه المهام بأفضل وأرخص الطرق، وهذا يشير إلى أهمية التخطيط المسبق، والإشراف على سير العمل؛ لضمان تحقيق الكفاءة.

رالف دافيز (Ralph Davis)

دافيز يعرفها بأنها عمل القيادة التنفيذية، ومن خلال هذا التعريف، يُنظر إليها على أنها عملية تتعلق بالقيادة والتوجيه لتحقيق أهداف المنظمة.

هنري فايول (Henri Fayol)

بالنسبة لفايول، الإدارة هي القدرة على التنبؤ بالمستقبل والتخطيط بناءً عليه، إلى جانب التنظيم وإصدار التعليمات وتنسيق الأنشطة والمراقبة، وهذا يشير إلى الطبيعة الشمولية للإدارة كعملية متكاملة تتطلب رؤية مستقبلية، وقدرات تنظيمية متميزة.

ليفنجستون (Livingstone)

يعرفها ليفنجستون بأنها الوظيفة التي تتيح الوصول إلى الهدف بأفضل الطرق، وأقلها تكلفة، وفي الوقت المناسب باستخدام الإمكانيات المتاحة، والجدير بالذكر أن هذا التعريف يبرز أهمية الكفاءة والفعالية في استخدام الموارد.

ما هي مستويات الإدارة؟

تنقسم المؤسسات عادة إلى ثلاثة مستويات إدارية رئيسة، لكل منها دور محدد وطبيعة عمل مميزة، ويمكن اختصارها فيما يلي:

الإدارة العليا

  • تمثل قمة الهرم الإداري، وتتألف غالبًا من المدير العام أو رئيس مجلس الإدارة.
  • تركز على التخطيط الاستراتيجي، وتحديد الرؤية والأهداف طويلة الأمد للمؤسسة.
  • تلعب دورًا حيويًا في توجيه السياسات العامة، واتخاذ القرارات المصيرية التي تؤثر على مستقبل المؤسسة.

الإدارة الوسطى

  • تمثل المستوى الإداري الذي يتوسط الهرم، وتضم مديري الأقسام والوحدات المختلفة.
  • تعمل كحلقة وصل بين الإدارة العليا والإدارة التنفيذية، إذ تترجم السياسات والخطط الاستراتيجية إلى خطط عمل قابلة للتنفيذ.
  • يشمل دورها الإشراف على تنفيذ الأهداف من قبل أي إدارة عليا، وتنسيق العمليات بين مختلف الأقسام؛ لضمان تحقيق الأهداف بكفاءة.

الأخرى التنفيذية

  • تعرف أحيانًا بالإدارة التشغيلية، وتضم المشرفين الذين يتولون الإشراف المباشر على تنفيذ الأعمال اليومية.
  • تقع على عاتقها مسؤولية تطبيق السياسات والخطط المرسومة من قبل المستويات العليا، وتنزيلها على أرض الواقع.
  • تحت إشراف إدارة التنفيذ هذه؛ يعمل الموظفون والعاملون الذين يقومون بالمهام التنفيذية.

ما هي أنواع الإدارة؟

يمكن تقسيمها إلى عدة أنواع، كل نوع منها يركز على جانب معين من العمل، ويعتمد على أساليب واستراتيجيات محددة لتحقيق الأهداف، وفيما يلي نظرة شاملة على أهم الأنواع:

الإدارة الاستراتيجية

تُعنى بتحديد الرؤية والرسالة والأهداف طويلة المدى للمنظمة، وهي عملية تشمل وضع وتطوير الاستراتيجيات؛ لتحقيق التوجه العام للمنظمة، وضمان توافق جميع الأنشطة مع الأهداف الكبرى، وتعتمد على تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة، وتحديد الفرص والتحديات، بالإضافة إلى وضع خطط تهدف إلى تعزيز موقع المنظمة التنافسي.

إدارة تكتيكية

تركز على وضع خطط تنفيذية قصيرة المدى لتحقيق أهداف محددة ضمن الإطار العام الذي تحدده الإدارة الاستراتيجية، والجدير بالذكر أن هذا النوع من الإدارة يعنى بالتفاصيل اليومية لتنفيذ الاستراتيجيات الكبرى، وتحقيق الأهداف المرحلية، إذ تُحدد الموارد المطلوبة، وتوزيع المهام، وتحديد جداول زمنية؛ لضمان الوصول إلى النتائج المرجوة في الوقت المحدد.

إدارة تشغيلية

تركز على إدارة العمليات اليومية للمنظمة، إذ تهتم بتنظيم وتوجيه الأنشطة الروتينية؛ لضمان كفاءة وفعالية الأداء اليومي، والجدير بالذكر أن الهدف الرئيس للإدارة التشغيلية هو تحسين العمليات، وضمان سلاسة العمل اليومي بما يتوافق مع الخطط التكتيكية والاستراتيجية.

الإدارة البيروقراطية

تعتمد على تطبيق القواعد واللوائح الرسمية بشكل صارم، وفي هذا النوع يُنظم العمل من خلال هياكل إدارية محددة بدقة، إذ يكون لكل فرد دور محدد يتبع فيه إجراءات ولوائح معروفة مسبقًا، والجدير بالذكر أنها تتميز بالانضباط، لكنها قد تكون بطيئة في الاستجابة للتغيرات.

إدارة الديمقراطية

تُشرك جميع أفراد المنظمة في عملية صنع القرار، ويعد هذا النهج أكثر مرونة، ويعزز من الشعور بالمسؤولية بين الأفراد؛ فهي تساهم في بناء بيئة عمل إيجابية، وتحفيز الإبداع والابتكار من خلال إشراك الموظفين في القرارات التي تؤثر عليهم.

إدارة الأوتوقراطية

في الإدارة الأوتوقراطية، تتركز السلطة في يد شخصٍ واحد يتخذ جميع القرارات، وتتميز بسرعة اتخاذ القرار وتنفيذه، ولكنها قد تفتقر إلى التفاعل والمشاركة من بقية أفراد المنظمة؛ مما قد يؤثر ذلك على الروح المعنوية والإبداع.

إدارة الكاريزمية

تعتمد على شخصية القائد وجاذبيته في توجيه وتحفيز الأفراد؛ فالقائد الكاريزمي يمتلك قدرة خاصة على التأثير في الآخرين، وإلهامهم لتحقيق الأهداف المشتركة، كما يتميز هذا النوع بالتركيز على العلاقات الشخصية، والروح الجماعية.

إدارة الأعمال

تُعنى إدارة الأعمال بتنظيم وتوجيه أنشطة المؤسسات التجارية لتحقيق الأهداف الربحية، وتتضمن تخطيط الموارد، وإدارة العمليات التجارية، وتطوير استراتيجيات التسويق والمبيعات، بالإضافة إلى إدارة الموارد المالية؛ لتحقيق النمو والربحية.

إدارة المشاريع

تُعنى بتخطيط وتنفيذ ومتابعة المشاريع لتحقيق أهدافها المُحدّدة، ويشمل ذلك:

  • تحديد الأهداف.
  • توزيع الموارد.
  • تحديد الجداول الزمنية.
  • إدارة المخاطر؛ لضمان إتمام المشروع في الوقت المحدد، وضمن الميزانية المحددة.

ما هي الوظائف الإدارية وتحديد كل وظيفة؟

تمثل الوظائف الإدارية الركائز الأساسية التي تقوم عليها أي منظمة لتحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية، وتتضمن هذه الوظائف خمس نقاط رئيسة، والتي تتمثل فيما يلي:

التخطيط

  • يعد التخطيط الأساس الذي تبنى عليه كافة الوظائف الإدارية الأخرى.
  • يركز على استشراف المستقبل، وتحديد الأهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها، واختيار الاستراتيجيات الأنسب للوصول إليها.
  • يتطلب التخطيط فهمًا عميقًا للوضع الحالي للمنظمة، وتحليل البيئة الداخلية والخارجية؛ لتجنب المخاطر، واستغلال الفرص.

التنظيم

  • هو العملية التي من خلالها تُنسّق الموارد البشرية والمادية؛ لتحقيق الأهداف التي حُدِّدت في مرحلة التخطيط.
  • يتضمن تنظيم العمل: توزيع المهام، وتحديد السلطات والمسؤوليات؛ لضمان تنفيذ الأنشطة بشكل منظم وفعّال.
  • يساهم في خلق هيكل تنظيمي واضح يسهل عملية التواصل، ويساعد على تدفق المعلومات بين مختلف مستويات الإدارة.

التوظيف

  • تعد عملية التوظيف أحد العناصر الحاسمة لنجاح أي منظمة.
  • تشمل هذه الوظيفة اختيار الأفراد المناسبين لشغل الوظائف المختلفة، وتعيينهم في المواقع التي تتناسب مع قدراتهم ومهاراتهم.
  • لا يقتصر التوظيف على التعيين فقط، بل يمتد إلى تدريب الموظفين؛ لضمان قدرتهم على تحقيق متطلبات الوظائف الموكلة إليهم بكفاءة.

التوجيه

  • بعد تنظيم وتوظيف الموارد البشرية، يأتي دور التوجيه الذي يركز على قيادة وإرشاد الموظفين لتحقيق أهداف المنظمة.
  • يتطلب التوجيه مهارات قيادية عالية؛ لتحفيز الموظفين، وتعزيز روح التعاون بينهم، وضمان التزامهم برؤية المنظمة وأهدافها.
  • يلعب التوجيه دورًا أساسيًا في تنمية العلاقات الإنسانية داخل المنظمة؛ مما يسهم في تحقيق بيئة عمل إيجابية ومنتجة.

الرقابة

  • الرقابة هي الوظيفة الإدارية التي تضمن تحقيق الأهداف المحددة من خلال متابعة وتقييم الأداء.
  • تركز على مقارنة النتائج الفعلية بالخطط الموضوعة مسبقًا، وتحديد الانحرافات عن المسار الصحيح.
  • في حالة وجود انحرافات، تتخذ الإجراءات التصحيحية اللازمة؛ لضمان العودة إلى المسار المخطط، وتحقيق الأهداف المنشودة.

من الأمثلة على المهارات الإدارية؟

تتطلب المهارات الإدارية عدة جوانب رئيسة يجب على المديرين إتقانها؛ لتحقيق النجاح في إدارة فرقهم، وتحقيق أهداف المؤسسة، وفيما يلي تفصيل لأهم هذه المهارات:

مهارات القيادة

  • الإشراف والتحفيز: يتعين على المديرين القدرة على قيادة فرق العمل بفعالية، وتحفيز الموظفين لتحقيق أهداف الشركة.
  • إدارة العلاقات: يجب أن يتمكن المدير من تعزيز روح الفريق والتعاون بين الأعضاء؛ فهذا من أساسيات الإدارة.

مهارات التخطيط والرؤية الاستراتيجية

  • التخطيط الاستراتيجي: يجب أن يتمكن المدير من رؤية المستقبل، ووضع استراتيجيات تستند إلى التوقعات والتحليل الشامل.
  • التكيف والمرونة: يجب أن يكون المدير قادرًا على تعديل الخطط والاستراتيجيات وفقًا للظروف الجديدة.

مهارات التواصل

  • التواصل الفعال: التواصل الواضح والفعال مع الموظفين يسهم في فهمهم للمهام المطلوبة، ويعزز من تنفيذها بشكل صحيح.
  • التفاوض والعلاقات: مهارة التفاوض الجيدة تساعد المدير على الوصول إلى حلول مرضية لجميع الأطراف.

المهارات التنظيمية

  • تنظيم المهام وتحديد الأولويات: قدرة المدير على تنظيم العمل، وتحديد الأولويات تساعد في تحقيق الأهداف بكفاءة وفعالية.
  • إدارة الوقت والمشاريع: تتضمن هذه المهارة القدرة على تحديد الجداول الزمنية والالتزام بها، إلى جانب متابعة تقدم العمل بشكل دوري.

كيف يمكن لبرنامج قيود المحاسبي أن يكون أداة مهمة للإدارة؟

يعد برنامج قيود المحاسبي أداة مهمة للإدارة المالية، وهنا بعض النقاط التي توضح أهميته:

  • توفير الوقت والجهد: يساعد في أتمتة العمليات المحاسبية الروتينية؛ مما يقلل من الوقت والجهد المبذول.
  • الدقة: يقلل من احتمالية الأخطاء البشرية في الحسابات؛ مما يضمن دقة البيانات المالية.
  • التقارير الفورية: يتيح الوصول السريع إلى تقارير مالية دقيقة؛ مما يساعد الإدارة في اتخاذ قرارات مستنيرة.
  • إدارة المخزون: يسهل مراقبة المخزون وتكاليف؛ مما يساعد على تحسين إدارة الموارد.
  • الامتثال: يساعد في ضمان الامتثال للمعايير المحاسبية والقوانين المحلية.
  • التحكم في التكاليف: يتيح تتبع النفقات والإيرادات بسهولة؛ مما يساعد في التحكم بالتكاليف، وتحسين الربحية.
  • إدارة العملاء والموردين: يسهل إدارة الحسابات المستحقة والمدفوعات؛ مما يحسن من العلاقات مع العملاء والموردين.
  • تحليل الأداء المالي: يوفر أدوات تحليلية تتيح للإدارة تقييم الأداء المالي بشكل دوري، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

في الختام 

تُعَدُّ الإدارة عمودًا فقريًا في نجاح أي منظمة أو مشروع، إذ تمثل التوازن الدقيق بين العلم والفن، بين التخطيط الصارم والقدرة على التكيف، وفي عالمٍ يتسارع فيه التغيير، تبرز أهميتها الفعّالة في تمكين الأفراد، وتحقيق الأهداف، بالإضافة إلى استدامة النمو؛ لذا فإن الاستثمار في تطوير المهارات الإدارية ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية تُمكّن المؤسسات من الصمود في وجه التحديات واغتنام الفرص الجديدة؛ لتظل على الدوام في طليعة المنافسة.

الجدير بالذكر أن برنامج قيود الذي يعد أفضل برنامج محاسبي يساعدك على الإدارة الفعالة، كما يقدم نظام نقاط البيع، وأنظمة الفاتورة الإلكترونية… إلخ بأسعار لا مثيل لها.

بعد معرفتك ما هي الإدارة، وأنواعها؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا؛ فهو برنامج محاسبة متكامل.

انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم  الإدارة و المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!

وسوم ذات صلة

سجل في نشرة قيود البريدية!

أهم الأخبار والقصص الملهمة لرواد الأعمال

المزيد من محتويات قيود

كيف تساعدك قيود على إدارة مبيعاتك في اليوم الوطني السعودي 94؟
مدونة

كيف تساعدك قيود على إدارة مبيعاتك في اليوم الوطني السعودي 94؟

في عالم الأعمال اليوم، أصبحت القدرة على إدارة المبيعات بكفاءة خلال أوقات الذروة والمواسم الخاصة أمرًا حاسمًا لنجاح أي شركة. يُعتبر اليوم الوطني السعودي 94 من أبرز المناسبات التي تشهد حركة بيع وشراء نشطة، مما يستدعي استخدام أدوات فعّالة مثل “قيود”

اقراء المزيد
دليل تسعير المنتجات أفضل الاستراتيجيات لضمان الربح والتنافسية في السوق
إدارة المبيعات

دليل تسعير المنتجات: أفضل الاستراتيجيات لضمان الربح والتنافسية في السوق

تخيل أنك تقف أمام رفوف أحد المتاجر، محاطًا بمئات المنتجات المتنوعة، وتساءلت: لماذا يختلف سعر كل منتج عن الآخر؟ هل هذا السعر يعكس قيمة المنتج الحقيقية؟ أم أن هناك خفايا في عملية التسعير لا يدركها المستهلك العادي؟ الحقيقة أن تسعير المنتجات

اقراء المزيد

ابدأ تجربتك المجانية مع قيود اليوم!

محاسبة أسهل

qoyod
>