هل فكرت يومًا كيف يمكن للشركات الناجحة أن تحافظ على توازنها بين الأهداف المالية، رضا العملاء، الكفاءة التشغيلية، والابتكار؟ ففي عالم الأعمال المتسارع، تقف بطاقة الأداء المتوازن كأحد الأدوات الأكثر فعالية التي تمكن المؤسسات من تحقيق هذا التوازن المثالي؛ فهي ليست مجرد أداة لقياس الأداء، بل هي نظام شامل يدفع الشركات للنمو المستدام، والجدير بالذكر أنه من خلال دمج أهداف متنوعة ضمن إطار عمل واحد؛ تستطيع الشركات رؤية الصورة الكبيرة دون إغفال التفاصيل الدقيقة، فما هي إذن بطاقات الأداء المتوازن؟ وكيف يمكن أن تغير مسار الأعمال إلى الأفضل؟ دعونا نكتشف ذلك معًا عبر هذه المقالة؛ فتابعوا معنا.
ما هي بطاقة الأداء المتوازن؟
هي أداة متكاملة للتخطيط الاستراتيجي والإدارة، تهدف إلى تمكين المؤسسات من تحويل رؤيتها وأهدافها إلى واقع ملموس؛ فهي تساعد في تحديد الأولويات، وتوجيه المشاريع والمهام اليومية بما يتماشى مع الاستراتيجية العامة، مع قياس مستمر للتقدم نحو الأهداف.
ما يميز هذا الإطار هو تحقيق توازن مثالي بين الأداء المالي والنمو الاستراتيجي؛ مما يمنح القادة رؤية شاملة ودقيقة حول أداء المؤسسة، ببساطة تربط بطاقة الأداء المتوازن بين التخطيط الاستراتيجي والإدارة اليومية؛ لتحقق التناسق بين الرؤية الكبيرة والنتائج الفعلية على الأرض.
ما هي المكونات الأربعة لبطاقة الأداء المتوازن؟
يعد إطار عمل بطاقات الأداء المتوازن أداة استراتيجية فعالة تمكّن المؤسسات من قياس مدى تحقيقها لأهدافها الإدارية، والجدير بالذكر أن هذا الإطار يحوّل رؤية الشركة ورسالتها إلى أهداف واضحة وقابلة للقياس والتقييم، ويغطي أربعة جوانب رئيسة، ألا وهي:
- المنظور المالي: يساعد على تتبع التقدم نحو الأهداف المالية، ويشمل مقاييس، مثل:
- الإيرادات.
- العائد على الاستثمار.
- متوسط الإيرادات من العملاء.
- منظور العملاء: يقيس رضا العملاء عن المنتجات المقدمة، ويمكن استخدام مؤشرات، مثل: صافي نقاط الترويج؛ لتقييم أداء الشركة.
- التحليل الداخلي: يركز على كيفية ارتباط العمليات الداخلية بالأهداف الاستراتيجية، إذ إن الهدف هنا هو تحسين العمليات الداخلية.
- التعلم والنمو: يعنى بتقييم رضا الموظفين، ومستويات الاحتفاظ بهم، بالإضافة إلى كفاءة نظام المعلومات داخل المؤسسة.
أهمية بطاقة الأداء المتوازن
يمكن تقسيم فوائد هذا الإطار إلى ثلاثة محاور رئيسة، ألا وهي:
تعزيز التخطيط الاستراتيجي
تعد بطاقة الأداء المتوازن أداة إدارية فعالة تساعد المؤسسات على تحديد استراتيجياتها ونقلها بوضوح، إذ تقوم على مجموعة من الخرائط الاستراتيجية التي تدفع المدراء للتفكير في تحقيق التوازن بين الأهداف اليومية والرؤية الاستراتيجية الشاملة، وبفضلها يمكن للمدراء ربط المهام اليومية بالأهداف الكبرى للمؤسسة.
مثال
تطمح شركة للانتقال من استهداف الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الشركات الكبرى؛ فتصمم خطة استراتيجية لهذا التحول مع تحديد المبادرات الرئيسة ومعايير الأداء لقياس النجاح، ومن خلال بطاقات الأداء المتوازن؛ يمكن توصيل هذه الخطة لفريق الإدارة، ومتابعة التقدم بانتظام.
تحسين التواصل الاستراتيجي
تساعد هذه البطاقة على إنشاء مصدر موحد للمعلومات الاستراتيجية، وذلك من خلال تقديم خرائط استراتيجية واضحة؛ وبالتالي هذا يسهم في تعزيز مشاركة جميع أصحاب المصلحة في تحقيق الأهداف.
في حال عدم وجود إطار متوازن كهذا، يضطر القادة إلى استخدام أدوات مختلفة لنقل تقدم الأداء، مثل: تقارير إدارة علاقات العملاء، أو أدوات قياس الرضا (NPS)، ولكن مع بطاقات الأداء المتوازن، يمكن تقديم ملخص شامل للنمو والتطور المؤسسي بشكل أكثر إيجازًا ووضوحًا.
تعزيز تقارير الأداء
تتمتع المؤسسات التي تعتمد بطاقة الأداء المتوازن بنظام أفضل للإبلاغ عن الأداء مقارنةً بتلك التي لا تتبنى نهجًا منظمًا؛ وبالتالي هذا ينعكس إيجابًا على أداء الموظفين ورضاهم، إذ تتيح تقارير الإدارة ولوحات البيانات المستندة إلى هذا الإطار تواصلًا أكثر فعالية؛ مما يساعد على تهيئة الموظفين لتحقيق النجاح.
متى تستخدم بطاقة الأداء المتوازن لشركة؟
يمكن لمؤسستك الاستفادة من بطاقات الأداء المتوازن (BSC) في اللحظات التي تحتاج فيها إلى توضيح الأهداف التي يسعى فريقك لتحقيقها، وقياس تقدمك نحو تلك الأهداف.
يعد هذا الإطار أداة قوية تساعدك على ربط الأنشطة اليومية باستراتيجيتك الشاملة؛ مما يمكّنك من تحديد الأولويات بشكل فعّال.
تنويه
تساعدك بطاقات الأداء المتوازن أيضًا في اختيار مؤشرات الأداء الرئيسة (KPIs) المناسبة، التي تعكس وجهات نظر متعددة، وتعطي الشركات رؤية شاملة عند وضع أهدافها ومهمتها العامة، والجدير بالذكر أنه من خلال استخدامها؛ ستتمكن من تحقيق توازن فعّال بين الأهداف المختلفة، وضمان تحقيق نتائج ملموسة.
كيفية رسم بطاقة الأداء المتوازن؟
لإنشاء بطاقة الأداء المتوازن بطريقة فعّالة؛ اتبع هذه الخطوات الخمس المضمونة لتحقيق النجاح:
- حدد بيان الغرض: ابدأ بتحديد رسالة المؤسسة، أو هدفها الأساسي من منظور خارجي؛ ليكن أساسًا توجه استراتيجيتك.
- صمم أجندة التغيير: ضع خطة واضحة للتغييرات الداخلية المطلوبة؛ لتحقيق أهداف المؤسسة.
- ارسم خريطة استراتيجية: قم بتطوير خريطة توضح الأهداف الاستراتيجية التي تسعى لتحقيقها، وكيفية ترابطها.
- اختر مؤشرات الأداء: حدد المقاييس التي ستساعدك في قياس تقدم الاستراتيجية، وتنفيذها بفعالية.
- محاذاة المشاريع مع الاستراتيجية: تأكد من أن المبادرات والمشاريع الرئيسة تدعم الاستراتيجية العامة؛ لتحقيق النتائج المرجوة.
الجدير بالذكر أن اتباع هذه الخطوات يضمن لك وضوحًا وتكاملًا في تنفيذ الاستراتيجية، وتحقيق الأهداف طويلة الأمد.
استخدام بطاقة الأداء المتوازن في تقييم الأداء
في دراسة أُجريت عام 2002م على 20 شركة يابانية اعتمدت بطاقة الأداء المتوازن؛ ظهرت تأثيرات ملموسة على أداء هذه الشركات، وقد أظهرت النتائج خمس فوائد رئيسة، وهي:
- أولًا، ساعدت على تحقيق التوازن بين الأهداف الإدارية على المدى القصير، المتوسط، والطويل، من خلال تطبيق مؤشرات أداء متكاملة.
- ثانيًا، عززت أهمية الجمع بين المؤشرات المالية وغير المالية؛ مما ساهمت في توفير رؤية أشمل للأداء.
- ثالثًا، قللت البطاقة من الغموض عبر اعتماد مؤشرات كمية واضحة وقابلة للقياس.
- رابعًا، أسهمت في نشر التعلم التنظيمي بشكل مستمر من خلال دورات مراجعة دورية تركز على تقييم وتحديث الاستراتيجيات.
- وأخيرًا، ساعدت على وضع خطة اتصال استراتيجية تربط بين الإدارة العليا والأفراد داخل المنظمة؛ مما يعزز التوافق والتعاون الداخلي.
الجدير بالذكر أن بطاقات الأداء المتوازن تسمى متوازنة؛ لأنها تسعى لتحقيق توازن شامل بين الجوانب الداخلية والخارجية، مع تغطية شاملة لعدة مجالات تساهم في استدامة النمو والتطور.
كيف يتم استخدام بطاقة الأداء المتوازن لقيادة وإدارة المنظمة؟
تبدأ العملية بتوافق الفريق التنفيذي على الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، إذ يمكن أن يتم ذلك عبر صياغة رؤية شاملة، ولكن التركيز عادةً يكون على جوانب الأداء التفصيلية.
على سبيل المثال، يمكن أن تشمل الأهداف التنظيمية الأربعة ما يلي:
- تقليل وقت التنفيذ بنسبة 20%؛ مما يسهم ذلك في تحسين تجربة العميل.
- زيادة أداء فريق المبيعات بنسبة 35%؛ بهدف تعزيز الجوانب المالية والنمو المستقبلي.
- تنفيذ برنامج صحي متكامل يشمل جلسات استشارية ممولة لجميع الموظفين؛ لتعزيز رفاهية العاملين.
- إجراء عمليات تفتيش يومية على الآلات؛ لتقليل الأعطال، وتحسين الكفاءة التشغيلية.
بعد تحديد هذه الأهداف، يتعين على فريق القيادة اختيار المؤشرات والمعايير المناسبة التي تقيس التقدم؛ مما يؤدي ذلك إلى إنشاء بطاقات أداء متوازنة تبرز الأداء مقارنة بهذه المعايير.
ثم يتابع القادة بتصميم خطة عمل استراتيجية تتضمن تغييرات في الإجراءات ومبادرات جديدة، تهدف إلى تحسين الأداء نحو الأهداف المحددة، إذ يُحدد إيقاعاً للمراجعة الدورية (ربع سنوية أو شهرية)، وتنشأ البطاقة في كل فترة زمنية؛ لتقييم فعالية التغييرات،٠ ومن هنا، تبدأ رحلة التحسين المستمر نحو تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل.
ما الذي يحمله المستقبل لبطاقة الأداء المتوازن؟
على مدار الثلاثين عامًا الماضية، شهدت البطاقة تحولًا جذريًا من كونها أداة ممتعة إلى أداة ضرورية؛ حتى أصبحت اليوم بمثابة المخطط الرئيس للحسابات الاستراتيجية.
على الرغم من أن الاسم الدقيق قد لا يُستخدم من قبل الجميع؛ إلا أن معظم أنظمة الإدارة الحديثة تعتمد على منهج بطاقات الأداء المتوازن، إذ تدمج الأهداف والمقاييس والمشاريع في إطار عمل موحد.
تنويه
تسعى معظم المؤسسات إلى ربط الأهداف ضمن نظام شامل، سواء استخدمت أربعة مناظير أم لا، مع قياس الأداء وربط النتائج بالأنشطة والميزانيات، ومع وجود اختلافات معينة في استخدام بطاقة الأداء المتوازن؛ يحاول الجميع تحسين الأداء وفقًا لهذا الإطار، ولكن لا يمكن أن تنجح هذه البطاقة إلا إذا نُفِّذت وأُديرت بشكل صحيح؛ مما يُفرض على المؤسسات في كل صناعة البحث عن أفضل السبل لتحقيق ذلك.
دمج بطاقة الأداء مع فريق الإدارة التنفيذية
يجب أن تكون البطاقة جزءًا لا يتجزأ من أنشطة الفريق التنفيذي، وليس نشاطًا منفصلًا، لكن كيف يمكن ضمان أن تكون مناقشات اجتماعات الاستراتيجية مرتبطة بالإطار بشكل مباشر؟ من الضروري أن يركز فريق الإدارة التنفيذية على الأهداف المحددة والمقاييس المرتبطة بها، وإذا لم يحدث ذلك؛ فيشير ذلك إلى وجود خلل في الإطار، أو أن بعض الأفراد يختارون التدابير بشكل انتقائي؛ مما يعطل جهود الاستراتيجية.
تحسين الرؤية من خلال دمج البيانات
ستظل البيانات الاستراتيجية موزعة في أنظمة متعددة، مثل: بيانات كل من:
- المبيعات في نظام إدارة علاقات العملاء.
- البيانات المالية في نظام الإدارة المالية.
- بيانات العمليات في نظام تخطيط موارد المؤسسات.
ومن غير المنطقي أن تتطلب فرق القيادة الدخول إلى عدة أنظمة، إذ إن هذه النظرة المجزأة لا تفيد في اتخاذ القرارات؛ لذا فإن جمع كل بيانات الاستراتيجيات في مكان واحد يعد أمرًا حيويًا؛ لتحسين الرؤية، واتخاذ قرارات مستنيرة.
انسجام العمل بين الأقسام
في السابق، كان من الشائع أن تمتلك الأقسام استراتيجيات متباينة، لكن الآن نجد المزيد من الشركات تعمل على تطوير خريطة استراتيجية واحدة، تربط الأقسام والأفراد على حد سواء من خلال أهداف واضحة، مثل: إطار أهداف ونتائج (OKR).
تقليل الوقت المستغرق في إدارة بطاقة الأداء
إدارة الأداء ضمن إطار بطاقة الأداء المتوازن تكون عملية مستهلكة للوقت، إذ تتطلب البحث عن البيانات من مصادر متعددة، وتحديث قواعد البيانات، وإنشاء التقارير… وغيرها من المهام؛ لذلك تسعى المؤسسات بشكل متزايد إلى أتمتة هذه العمليات؛ مما يتيح لفريق العمل التركيز على الاستراتيجية والقرارات الحاسمة التي ستؤثر على مستقبل المؤسسة.
أهمية استخدام برنامج قيود المحاسبي في إطار بطاقة الأداء المتوازن
برنامج قيود المحاسبي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تحسين أداء الشركات من خلال دعمه لتنفيذ بطاقة الأداء المتوازن (Balanced Scorecard)، وفيما يلي أهمية استخدامه هنا:
المراقبة المالية الدقيقة
يساعد برنامج قيود الشركات على مراقبة الأداء المالي بشكل مستمر، وهو أحد الجوانب الرئيسة الأربعة في بطاقات الأداء المتوازن، إذ إنه باستخدام هذا البرنامج؛ يمكن الحصول على تقارير مالية دقيقة في الوقت الفعلي؛ مما يساعد الإدارة على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات مالية محدثة، مثل:
- الإيرادات والنفقات.
- الأرباح والخسائر.
- التدفقات النقدية.
ربط الأداء المالي مع الأهداف الاستراتيجية
من خلال تسجيل وتحليل البيانات المالية، يسهم برنامج قيود في تتبع مدى تحقيق الأهداف الاستراتيجية، إذ يتيح هذا بين الجوانب المالية والأهداف العامة للشركة مراقبة كفاءة العمليات، وتحقيق التوازن بين الأداء المالي، وتحقيق الرؤية الاستراتيجية.
تحليل العملاء والعمليات الداخلية
من خلال استخدام البيانات المالية المتاحة في برنامج قيود؛ يمكن للشركة تحليل الأداء المتعلق بالعملاء -أحد محاور البطاقة كما يمكن أيضًا تتبع:
- الربحية الناتجة عن مختلف شرائح العملاء.
- تحليل تكاليف العمليات الداخلية؛ لتحديد فرص التحسين.
تتبع الابتكار والتعلم
يتيح برنامج قيود للشركات إمكانية تتبع الاستثمارات في التدريب والتطوير، أحد الجوانب المهمة لبطاقة الأداء المتوازن، والجدير بالذكر أنه من خلال تحسين المعرفة والمهارات في الشركة؛ يمكن تعزيز الابتكار والتعلم المؤسسي؛ لتحقيق النمو المستدام.
في الختام
يمكننا أن نستنتج أن بطاقة الأداء المتوازن ليست مجرد وسيلة قياس للأداء، بل هي أسلوب شامل لتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز التواصل بين مختلف الأبعاد التنظيمية، ومن خلال دمج الأبعاد المالية وغير المالية؛ توفر البطاقة رؤية متكاملة تساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية بفعالية، والجدير بالذكر أنه مع التطورات السريعة في عالم الأعمال؛ أصبح من الضروري تبني نماذج مرنة تعكس التغيرات المستمرة في الأسواق؛ لذا فإن استخدام التكنولوجيا الحديثة والبيانات الضخمة في تطوير هذه البطاقة؛ يمكن أن يعزز من قدرتها على التكيف مع هذه التغيرات.
إذا كنت تسعى لتعزيز فعالية مؤسستك وتحقيق أهدافك الاستراتيجية، فإن برنامج قيود يعد أفضل برنامج محاسبي يساعدك في ذلك، كما يقدم لجميع عملائه: أنظمة الفاتورة الإلكترونية، وكذلك نظام نقاط البيع، والمخازن، والعملاء… وهكذا دواليك.
بعد أن علمت كل ما يخص عن بطاقة الأداء المتوازن؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا؛ فهو برنامج محاسبة يحقق نتائج تفوق توقعاتك. لا تنسى متابعة قيود على منصة لينكد إن وتويتر