كيف غيّرت التجارة الإلكترونية وجه التسوق العالمي؟
ما هي التجارة الإلكترونية
التجارة الإلكترونية E-Commerce هي عملية شراء البضائع والمنتجات عبر الإنترنت، ويتم ذلك عن طريق الأجهزة الذكية أو الكمبيوتر أو نقاط البيع التي توفرها بعض الشركات، ويتم السداد مقابل هذه السلع بأنظمة إلكترونية، بحيث لا تضطر للتحرك من مكانك لتتمكن من شراء ما تريد.
الفرق بين التجارة الإلكترونية التقليدية والتجارة الإلكترونية الحديثة
على الرغم من أن التجارة الإلكترونية التقليدية والحديثة متشابهتان إلى حدٍ ما إلا أنهما تختلفان من جوانب عدة، نوضحها في الجدول أدناه:
وجه المقارنة | التجارة الإلكترونية التقليدية | التجارة الإلكترونية الحديثة |
المواقع | ثابتة، ولها صفحات تُعرض عليها المنتجات فقط. | مصممة بشكل أفضل لتلائم كل الأجهزة. |
وسائل الدفع | محدودة، وتقتصر على استخدام بطاقات الائتمان فقط. | متنوع ومتعدد الوسائل بما فيها الدفع النقدي والدفع من خلال المحافظ الإلكترونية. |
التسويق | تقليدي، ويعتمد على البث التليفزيوني والمنشورات المطبوعة فقط. | تسويق رقمي عبر محركات البحث، وعبر منصات التواصل الاجتماعي وتقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي وغير ذلك. |
تجربة المستخدم | غير مخصصة ولا يوجد فيها تفاعل. | مخصصة وشاملة وتعتمد على التفاعل بين العميل ومقدم الخدمة. |
الغاية | عرض وبيع المنتجات فقط. | عرض المنتجات وبيعها للعملاء بطرق تساعد على تخصيص طريقة العرض وتحليل البيانات لتحسين تجربة المستخدم. |
أشكال وأنواع التجارة الإلكترونية
هناك عدة أنواع من التجارة الإلكترونية ظهرت على مر السنوات لتقديم أفضل تجربة تسوق للعميل، ومن هذه الأنواع ما يلي:
التجارة من الشركة إلى المستهلك B2C
تُعرف باسم Business to Consumer، وهو الشكل التجاري القائم على بيع المنتج بصورة مباشرة للعميل، أو عملية البيع التي تتم عبر قيام العميل بالشراء من الشركة بصورة مباشرة.
أمثلة التجارة من الشركة للمستهلك
- شراء السلع من المواقع الإلكترونية المختلفة.
- ابتياع التذاكر الخاصة بمشاهدة الأفلام أو رحلات الطيران أو غيرها.
- الحجز في الفنادق أو المنتجعات.
- طلب الطعام والمشروبات والأدوية وما شابه ذلك عبر الإنترنت.
التجارة من الشركة للشركة B2B
يُشار إليه بالمصطلح Business to Business، ويعني أن الشركة تبيع منتجاتها وخدماتها إلى شركات أخرى، وتكون المعاملات التجارية هنا أكثر تعقيدًا وتحتاج إلى التقييد المحاسبي، كما أنها تنطوي على علاقات طويلة المدى.
أمثلة التجارة من الشركة للشركة
- بيع المواد الخام التي لم يتم تصنيعها بعد من المنتِج للمصانع.
- تجارة البضائع الجاهزة للاستخدام من الشركة إلى الموزعين (البيع بالجملة لشركات التوزيع).
- توريد قطع الغيار الخاصة بسلع أخرى كقطع السيارات.
- تصنيع المعدات التي تقوم بتصنيع منتجات أخرى.
- الشركات التي تقدم خدمات تدريبية واستشارية لشركات أخرى.
التجارة من المستهلك للمستهلك C2C
يستخدم المصطلح Consumer to Consumer، وفي هذا النوع من التجارة يتم بيع السلعة من مستخدم إلى مستخدم آخر، أو بالأحرى من فرد لفرد، بدون أي تدخل من وسيط تجاري فيما بينهما، وغالبًا ما تتم عبر الإنترنت لمنح السلعة وصفًا كافيًا يجذب المشترين.
أمثلة التجارة من مستهلك لمستهلك
- منصات التجارة العالمية مثل eBay و Olx وغيرها.
- المواقع التي تبيع السلع بالمزادات.
- مواقع بيع السلع المستعملة.
- بيع المنتجات اليدوية والفنية.
- مواقع تبادل الخدمات والسلع.
التجارة من المستهلك للشركة C2B
يُعرف هذا النشاط بمصطلح Consumer to Business ويشتهر بكونه نموذج عكسي للتجارة، يقوم على أن يقدم المستهلك للشركة قيمة تساعدها على تقديم سلع أو خدمات جديدة، مثلما يحدث في حال تلقي المقترحات من العملاء وإنتاج سلع جديدة حسب توصياتهم.
أمثلة على التجارة من المستهلك للشركة
- منصات الابتكار والتصميم التي يقوم فيها المصممين بالعمل وتقديم تصميماتهم للشركات.
- مواقع تقييم المنتجات ومراجعتها.
- استبيانات واستمارات استطلاع الرأي الإلكترونية.
- مسابقات التصميم المخصصة للشعارات والتدوين.
التجارة من الشركات إلى الإدارة B2A
هي عمليات تداول المنتجات بين المؤسسة البائعة ومؤسسات إدارية أو حكومية أخرى، بهدف تطوير البنية التحتية وتقديم خدمات أكثر احترافية، وهي تعتمد على التكنولوجيا واستخدام الإنترنت، مثل الشركات التي تقوم بعمل مشروعات حكومية أو ما شابه ذلك.
أمثلة على التجارة من الشركة للإدارة
- شركات الإنشاء التي تقوم على إنشاء مباني لمؤسسات حكومية.
- مؤسسات تنفيذ مشاريع النقل والمواصلات.
- مقدمي مشروعات الطاقة ومنتجي المعدات الخاصة بها.
- المؤسسات التي تقدم خدمات استشارية ومعلوماتية وتدريبية للعاملين في المؤسسات الحكومية.
- موردي الأثاث المكتبي والأدوات والأوراق وغيرها.
التجارة الإلكترونية المباشرة وغير المباشرة
يمكن تصنيف التجارة الإلكترونية أيضًا إلى فئتين رئيسيتين، هما التجارة الإلكترونية المباشرة، وغير المباشرة، ونوضح الفرق بينهما فيما يلي:
وجه المقارنة | المباشرة | غير المباشرة |
أنواع التجارة التي تندرج تحتها | B2C | C2C و B2B |
شكل العلاقة بين أطراف العملية التجارية | مباشرة بين البائع والمستهلك. | يوجد وسيط بين الطرفين. |
تخصيص تجربة المستهلك | عالي المستوى. | متوسط المستوى. |
التحكم في عملية البيع | كامل لمصلحة البائع. | يتم توزيعه بين الأطراف. |
أمثلة | مواقع البيع المباشر. | إيباي. |
أهمية التجارة الإلكترونية في الاقتصاد
تمكنت التجارة الإلكترونية من تغيير المعاملات التجارية والمالية على نطاق العالم، حتى أنها أصبحت أساسية في كافة البلدان، ولا تقوم لأي مشروع قائمة ما لم يتمكن القائمين عليه من استغلال التجارة الإلكترونية بأفضل صورة ممكنة، ومن الأسباب التي تمنح للتجارة الإلكترونية أهميتها ما يلي:
- تمكين الوصول العالمي للسلع وتخطي حدود المكان.
- زيادة الإيرادات التي تحققها الشركات عبر منصات البيع الخاصة بها.
- تحسين التنافس بين الشركات وبعضها بالشكل الذي يعود على المستهلك بالنفع.
- تقليل تكلفة عملية البيع عبر توفير بعض النفقات التي يتم تعويضها بالبيع الإلكتروني ، مثل منافذ البيع وموظفيها.
- تسهيل عملية البيع، مع جعل السداد مقابل السلع أكثر سهولة.
- تنمية الإبداع في التوصل إلى طرق تسويق جديدة.
- التطوير المستمر في المنتجات.
- تجربة مستخدم أكثر تخصيصًا وراحة.
تاريخ وتطور التجارة الإلكترونية
كانت البداية في السبعينيات من القرن العشرين، فقد ظهرت حينها المؤسسات التي تعمل في تحويل الأموال إلكترونيًا، وبعدها بدأت الشركات في عمليات تبادل البيانات إلكترونيًا فيما بينها، مما جعل مفهوم التجارة الإلكترونية يبدأ في التشكل والتوسع حتى ظهر التداول في الأسهم الذي كان شرارة انطلاق تطبيقات التجارة الإلكترونية في العالم.
حينما حلت فترة التسعينات كانت الشركات قد بدأت في التوسع في استخدام الإنترنت، وأصبحت المزادات والإعلانات والمواقع الإلكترونية للشركات منتشرة بكثرة، مما شجع الكثير من المؤسسات على توسيع أعمالها التجارية عبر الإنترنت، وظهرت شركات عديدة لبيع المنتجات عبر الإنترنت.
من بعد عام 2003 تضاعفت إيرادات التجارة الإلكترونية عامًا بعد عام، خاصةً في دول الغرب، في مقابل نسب بسيطة بالنسبة للشرق الأوسط بصورة عامة، ولكن مع الوقت استمر المستهلكين في اللجوء للشراء الإلكتروني مما أدى إلى توسع التجارة الإلكترونية واحتلالها تلك المكانة التي تتمتع بها حاليًا.
مراحل تطور التجارة الإلكترونية
من متابعة التاريخ الذي مرت به التجارة الإلكترونية نتوصل إلى أنها مرت بمرحلتين أساسيتين لتطورها ونموها، وهاتان المرحلتان تتمثلان فيما يلي:
المرحلة الأولى
هي التي تقيس مدى نمو التجارة عبر الإنترنت منذ عام 1995 حتى عام 2000، ففي خلال تلك السنوات الخمس كانت هناك نجاحات كبيرة للتجارة الإلكترونية بفضل اتباع الاستراتيجيات التي تحتم على الشركات التعامل عبر الإنترنت في البيع والشراء والمعاملات المالية، وحينها لم تكن هناك قوانين تحكم هذه الأعمال التجارية، مما جعلها أكثر مرونة وزاد من إقبال العملاء عليها، وكان ذلك سبب في انتشارها أكثر ونموها.
المرحلة الثانية
هي التي تتعلق بنمو التبادل التجاري إلكترونيًا من عام 2001 حتى اللحظة، وبالطبع نعلم قدر التغيرات والعمليات التنظيمية والتشريعية التي طالت التجارة الإلكترونية على مدار تلك السنوات، مما أدى لجعل العالم سوق واحدة واسعة ومترامية الأطراف، تجد فيها كل ما تحتاج إليه، ويمكنك شراء ما تريد من أي مكان بالعالم مع الدفع بدون الاضطرار إلى مبارحة مكانك، وذلك بفضل تطور البنية التحتية وتطور المعاملات ونظم تأمين التجارة بالإضافة إلى قوانينها.
الشركات والشخصيات الرئيسية في مجال التجارة الإلكترونية
هناك أسماء عملاقة مرتبطة بالتجارة الإلكترونية بفضل مساهمتها في توسعها ونجاحها السريع، ومن أهم الشركات التي كان لها النصيب الأوفر من النجاح بفضل التوسع الإلكتروني ما يلي:
إيباي (eBay)
وهي شركة تجارية متعددة الجنسيات وتتخصص في تجارة التجزئة والمزادات مقرها في كاليفورنيا وتخدم عملائها على نطاق عالمي.
علي بابا (Alibaba)
مؤسسة إلكترونية تعمل في التجارة منذ العام 1999 وهي صينية المنشأ وتخدم ما يزيد عن 200 دولة على مستوى العالم، وما زالت تابعة للقطاع الخاص بالصين.
وول مارت (Walmart)
شركة متخصصة في أعمال البيع بالتجزئة وهي أمريكية الأصل وتساهم في إدارة متاجر عديدة، وتعد أضخم سلسلة متاجر عالمية، وموقعها الرئيسي في أركنساس.
راكووتن (Rakuten)
من المساهمات اليابانية في مجال التجارة الإلكترونية، فهي تقع في طوكيو وتخدم ملايين العملاء على مستوى العالم عبر التعاون مع المتاجر والمؤسسات لتوفير كل أنواع المنتجات التي يحتاج إليها المستهلكين.
نون (Noon)
منصة تجارية سعودية الأصل تم تأسيسها عام 2016 وقد نجحت في الوصول إلى ملايين العملاء في الشرق الأوسط بفضل تمكنها من توفير ما يحتاجونه من سلع متعددة العلامات التجارية.
ومن أهم الشخصيات التي كان لها أثر مهم في تطوير التجار الإلكترونية وتنميتها:
- جاك ما مؤسس شركة على بابا.
- مارك زوكربيرج مؤسس (Meta).
فوائد التجارة الإلكترونية
تفيد التجارة الإلكترونية مقدميها والمعتمدين عليها، كما تفيد الاقتصاد العالمي، وتتجلى بعض فوائدها فيما يلي:
- توفير تسوق أكثر راحة، فبفضلها أصبح بإمكانك شراء منتج من بلد آخر غير بلدك، وبكل سهولة.
- تستطيع اختيار المنتج الذي ينال إعجابك من الماركة التي تريدها، ولن يحتاج ذلك إلى وقت أو جهد إضافي.
- من اليسير إيجاد ما تريده عبر استخدام خاصية البحث وتصفية النتائج.
- تحصل على معلومات مفصلة حول أي سلعة تقرر شرائها.
- تتمكن من رؤية آراء من قاموا بالشراء قبلك لتتمكن من تكوين فكرة شاملة عن المنتج الذي تنوي شرائه.
- تتسع المنافسة بين الشركات، وبفضلها تحصل على أفضل العروض والخصومات.
- تحصل على تجربة أكثر تخصيصًا وإرضاءً لك.
- تمكين الشركات من الوصول للسوق العالمية ونشر منتجاتها بدون حدود.
- توفير تكلفة الإعلانات التقليدية، واتباع أساليب حديثة تمنح نتائج أفضل.
- المرونة في العمل مع امكانية تحليل البيانات بشفافية أكبر.
- خلق فرص عمل جديدة وملائمة للعصر الحالي.
تحديات التجارة الإلكترونية ومخاطرها
لكل عملة وجهان، ومهما كان النجاح الذي حققته التجارة الإلكترونية فهي ما زالت بحاجة إلى العمل لتفادي المخاطر المرتبطة بها، ومن هذه المخاطر ما يلي:
- قوة المنافسة بين المؤسسات، والتي تتناسب طرديًا مع الحاجة للإبداع في أساليب التسويق وتطوير المنتجات.
- خطر سرقة البيانات بسبب الثغرات في مواقع الإنترنت.
- اختلاف التشريعات التي تنظم التجارة الإلكترونية بين الدول، وهذه مشكلة تجعل الانصياع لتلك القوانين صعبًا.
- صعوبة عملية إدارة التوريد وتوصيل الطلبات بالنسبة لبعض المؤسسات.
- هناك خطر متزايد يتمثل في فقد العميل إذا لم تقم الشركة بإرضائه باستمرار، وهذا يعني فقد عنصر الولاء في العملية التجارية.
- قد تختلف جودة المنتج عن المواصفات المعروضه له على موقع الشركة.
- من الصعب استبدال المنتجات غير الملائمة أو استرجاعها إن ظهرت فيها عيوب.
تأثير التجارة الإلكترونية على مستقبل الأعمال والاقتصاد
المستقبل الذي توجد فيه التجارة الإلكترونية لم يتأثر بها فقط، بل تعرض للتغيير الجذري بفضل إعادة تهيئة الصناعات وتغيير سلوك العملاء، وقد كانت أهم الآثار المترتبة على ذلك تتمثل فيما يلي:
- النمو الاقتصادي والتوسع في الأعمال التجارية وصفقات التعاون بين المؤسسات التجارية في بلدان مختلفة.
- خلق فرص عمل جديدة وبأعداد وفيرة مما يساهم في القضاء على البطالة.
- رفع التنافس الذي يحسن من جودة المنتجات ويجعل التسويق أكثر احترافية وتأثيرًا.
- التحول الرقمي وتشجيع المستهلكين على استخدام مميزات التكنولوجيا في كل المجالات وليس التجارة فقط.
في الختام
يتضح أن التجارة الإلكترونية هي المستقبل الذي يتحكّم بقواعد اللعبة في السوق العالمي، مع قدرتها على الوصول إلى الزبائن وتحسين تجربة الشراء واستخدامها للحلول التكنولوجية المتقدمة في توسيع أنشطتها وسيطرتها على السوق، تزداد تطلعات الملايين لهذه التجارة، في قيود نساعدك على إدارة تجارتك محاسبيًا، حيث يعد برنامجنا أفضل برنامج محاسبة يقدم: نظام الفاتورة الإلكترونية، ونظام نقاط البيع… وغير ذلك.
جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا، ولن تندم.
انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!