في عالم اليوم الذي يتدفق فيه كمٌ هائل من المعلومات بشكل لحظي، أصبحت البيانات هي القوة الخفية التي تحرك الاقتصاد، توجه القرارات، وتكشف النقاط الخفية التي تساهم في رسم مستقبل الشركات والمؤسسات، ووسط هذه الثورة الرقمية، تبرز وظيفة تحليل البيانات كواحدة من أهم الوظائف التي تلعب دورًا حاسمًا في تحويل الأرقام والرموز إلى رؤى قيّمة تساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية، ولكن ماذا يعني أن تكون محلل بيانات؟ كيف يمكن لهذه الوظيفة أن تفتح آفاقًا جديدة ليس فقط للأعمال بل للأفراد أيضًا؟ في هذه المقالة سنأخذك في رحلة داخل عالم Data Analysis لتكتشف كيف يُستخرج الذهب من ركام المعلومات، وكيف يمكن للمحللين أن يكونوا المفتاح السحري لتحقيق النجاح؛ لذا تابع معنا.
ما هي وظيفة تحليل البيانات؟
هي وظيفة تعمل على تحويل المعلومات الأولية إلى رؤى يمكن تنفيذها، تتضمن هذه العملية استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لاكتشاف الأنماط وحل المشكلات بناءً على البيانات، وبفضل تحليل البيانات؛ يمكن تحسين العمليات التجارية، تعزيز اتخاذ القرارات، وأيضًا دفع نمو الأعمال بشكل ملحوظ.
تحليلات البيانات: الاستخدامات والأمثلة
البيانات تحيط بنا في كل جوانب الحياة اليومية، حتى دون أن ندرك ذلك، إذ إننا نستخدم البيانات في قراراتنا بشكل مستمر، بدءًا من تحديد كمية القهوة المناسبة لفنجان الصباح إلى الاطلاع على حالة الطقس قبل اختيار ملابسنا، وصولًا إلى مراقبة خطواتنا باستخدام أجهزة تتبع اللياقة، هذه الممارسات تمثل جزءًا بسيطًا من استخدامات تحليل البيانات في حياتنا اليومية.
الجدير بالذكر أن تحليلات البيانات تلعب أيضًا دورًا حاسمًا في مختلف القطاعات، إذ إن أصحاب الأعمال يعتمدون على البيانات لاتخاذ قرارات دقيقة؛ فمثلًا شركات تصنيع الأحذية تستند إلى بيانات المبيعات؛ لتحديد التصاميم الناجحة والتي يجب تطويرها، فيما يستخدم مسؤولو الرعاية الصحية البيانات لتحديد المخزون الطبي المطلوب.
ما هي المراحل الخمس لتحليل البيانات؟
عند البدء بمشروع جديد في علم البيانات، يتبع المحترفون عادةً خطوات محددة لتحليل البيانات، والتي تُعرف بسير عمل علم البيانات، إذ تبدأ العملية بتحديد الأسئلة التجارية المهمة التي تحتاج إلى إجابة، ثم جمع البيانات من مصادر مختلفة، مثل: بيانات الشركة أو البيانات المفتوحة، وتخزينها بشكل آمن.
الخطوة التالية هي تنظيف البيانات؛ لضمان جودتها وصلاحيتها للتحليل، وهي عملية تستغرق وقتًا طويلًا، ولكنها أساسية لتجنب النتائج غير الدقيقة، بعد ذلك يأتي دور تحليل البيانات، إذ تستخدم تقنيات مختلفة، مثل: الإحصائيات أو التعلم الآلي لاستخلاص الأنماط والتنبؤات.
في النهاية، تصور البيانات بشكل مرئي؛ لتسهيل فهم النتائج وتوصيلها للمعنيين، والجدير بالذكر أن هذه العملية تُعد إطارًا متماسكًا يسهل التخطيط والتنفيذ الأمثل لمشاريع تحليل البيانات.
ويمكن اختصار ما سبق فيما يلي:
- تحديد أسئلة العمل.
- جمع البيانات وتخزينها.
- تنظيف البيانات وإعدادها.
- تحليل البيانات.
- تصور البيانات وتوصيلها.
أهم المميزات التي تتوفر في تحليل البيانات؟
إذا كنت تتساءل: ما هي أهمية تحليل البيانات؛ فيمكن اختصار الإجابة فيما يلي:
تحسين عملية اتخاذ القرارات
من خلال تحليل البيانات، تستطيع الشركات اتخاذ قرارات مبنية على معلومات دقيقة؛ مما يزيد من كفاءتها، والجدير بالذكر أن التحليلات توفر رؤى معمقة تساعد في تحسين عملية اتخاذ القرار، كما يمكن لها أن تُستخدم في أتمتة عملية اتخاذ القرارات؛ مما يتيح استجابات سريعة ودقيقة في الوقت المناسب.
التسويق بشكل أكثر فعالية
ميزة أخرى لتحليل البيانات هي تقديم إحصاءات دقيقة حول الجمهور المستهدف وأداء الحملات التسويقية؛ مما تُمكّن الشركات من تصميم حملات تسويقية أكثر نجاحًا في المستقبل؛ مما يساهم ذلك في زيادة المبيعات.
تحسين خدمة العملاء
بفضل تحليلات البيانات، يمكن جمع معلومات عن العملاء من مصادر متعددة، مثل: المتاجر الإلكترونية، أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ وبالتالي يُساعد ذلك في بناء ملفات تعريف دقيقة للعملاء؛ مما يمكّن الشركات من فهم سلوكيات واحتياجات عملائها بشكل أفضل؛ وبالتالي تحسين تجربة خدمة العملاء، وتخصيصها لتلبية هذه الاحتياجات.
هل يمكن الاستعانة بمصادر خارجية في تحليلات البيانات؟
بالتأكيد، إذ يتيح ذلك للإدارة والفرق التنفيذية التفرغ للتركيز على الأنشطة الأساسية للشركة، إذ إن فرق التحليلات الخارجية تتمتع بخبرة عالية، وتفهم معمق لأحدث تقنيات تحليل البيانات؛ مما يسمح لها بتنفيذ التحليلات بكفاءة، واستخلاص الأنماط، وأيضًا التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية بدقة، ورغم هذه المزايا قد تنشأ بعض التحديات المرتبطة بنقل المعرفة، وحماية سرية البيانات عند الاعتماد على مصادر خارجية.
المصادر التي يمكن تعلم تحليل البيانات منها
إذا أردت تعلم وظيفة Data Analysis؛ فيمكنك الاعتماد على تلك المصادر:
- دورة تحليل البيانات من منصة معارف.
- مبادئ تحليل البيانات في إكسل من يودمي.
- كورس تحليل البيانات باستخدام اكسل من إدراك.
- دورة تحليل البيانات في بايثون من كورسات كود.
- منحة شركة جوجل: تختلف عن منحة وزارة الإتصالات بأنها تستخدم لغة R وليس python.
- كورس مقدمة في الإحصاء من يودمي مجاني.
- منحة ال FWD، وهي منحة مقدمة من وزارة الاتصالات المصرية، وهى عبارة عن 5 كورسات.
الجدير بالذكر أن هذه المنحة تشتمل على شرح الإحصاء، والSQL، الاكسيل، و الPython أيضًا.
قنوات يوتيوب لتعليم تحليلات البيانات
-
قناة Mustafa osman.
ما التقنيات المختلفة المستخدمة في تحليل البيانات؟
تتعدد التقنيات المستخدمة في تحليل البيانات، وتشمل مجموعة واسعة من الأدوات والأساليب. وفيما يلي أبرز هذه التقنيات:
- معالجة اللغة الطبيعية (NLP): تتيح لأجهزة الكمبيوتر فهم اللغة البشرية، سواء المنطوقة أو المكتوبة، والرد عليها، ويُستخدم لتحليل بيانات، مثل: الأوامر الصوتية.
- التنقيب في النص: تعتمد هذه التقنية على تحليل النصوص؛ لاستخراج الأنماط أو الاتجاهات، مثل: الرسائل الإلكترونية.
- تحليل بيانات المستشعرات: يتعامل مع البيانات التي تنتجها المستشعرات المختلفة، ويُستخدم في مجالات، مثل: الصيانة التنبؤية للآلات، أو تتبع الشحنات.
- تحليل أوجه الشذوذ: يُعنى بالكشف عن النقاط أو الأحداث التي تختلف عن النمط العام للبيانات؛ مما يساعد في تحديد المشكلات.
كيف تحسن تحليلات البيانات من رؤى الأعمال مع أمثلة؟
تحليلات البيانات تعزز فهم الأعمال بشكل كبير، إذ يمكن تطبيقها على بيانات العملاء من مصادر متعددة، مثل:
- استبيانات العملاء من شركات خارجية.
- سجلات الشراء.
- نشاط وسائل التواصل الاجتماعي.
- ملفات تعريف الارتباط.
- إحصائيات المواقع والتطبيقات.
تحليلات هذه البيانات تكشف معلومات قيمة كميول العملاء، والصفحات الأكثر زيارة، ومدة التصفح، وأيضًا تعليقات العملاء؛ مما يساعد الشركات في تلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل، وزيادة رضاهم.
دراسة حالة: Nextdoor
Nextdoor هو منصة تواصل مجتمعية محلية، استفاد من تحليلات Amazon لقياس تفاعل العملاء، وتقديم محتوى أكثر صلة في الوقت الفعلي؛ وبالتالي هذا ساعدهم في تحسين التواصل، وتعزيز تجربة المستخدم.
الجدير بالذكر أن تحليلات البيانات تدعم التسويق الفعّال، إذ تُزيل التخمين، وتُمكّن من تحسين الحملات التسويقية من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي؛ مما يتيح ذلك استهدافًا أفضل؛ مما يؤدي إلى تحسين التحويلات، وتقليل هدر الإعلانات.
دراسة حالة: Zynga
شركة Zynga الرائدة في ألعاب الجوال تستخدم تحليلات البيانات عبر خدمة Apache Flink من Amazon لتحليل تفاعل اللاعبين؛ مما ساعدها في تحسين حملاتها التسويقية، وزيادة فعالية الإعلانات داخل الألعاب.
الجدير بالذكر أنه في العمليات التشغيلية، تساعد تحليلات البيانات في تحسين الكفاءة، وتقليل الهدر، وزيادة الإيرادات من خلال التنبؤ بالصيانة، بالإضافة إلى تحسين جداول العمل، وإدارة سلاسل التوريد.
دراسة حالة: BT Group
تستخدم BT Group المزود الرئيس للاتصالات في المملكة المتحدة تحليلات Amazon Flink لمراقبة المكالمات في الوقت الفعلي، وحل المشكلات التشغيلية بسرعة وكفاءة.
أيضًا، تحليل البيانات يساهم في تطوير المنتجات، إذ يمكن الشركات من تحديد أولويات الميزات الجديدة، وإطلاق المنتجات بشكل أسرع.
دراسة حالة: GE
GE Digital استخدمت Amazon Redshift لتحسين معالجة البيانات؛ مما أدى إلى تقديم ميزات جديدة بشكل أسرع لعملائها.
فيما يخص توسيع نطاق العمليات، تقدم تحليلات البيانات حلولًا لأتمتة المهام الروتينية المتعلقة بالبيانات؛ مما يُحسن ذلك من الكفاءة، ويسرع في تنفيذ الأفكار الجديدة.
دراسة حالة: FactSet
FactSet، المنصة الرائدة للمحتوى والتحليلات، استخدمت Amazon Redshift لتبسيط عمليات دمج البيانات؛ مما ساعدها في تلبية احتياجات العملاء بشكل أسرع وفعال.
فرص التوظيف في مجال تحليلات البيانات
في ظل النمو المتسارع لمجال تحليل البيانات، تتزايد فرص العمل في هذا المجال بشكل كبير، ووفقًا لتقارير مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، من المتوقع أن ترتفع نسبة توظيف علماء البيانات بنسبة 35% بين عامي 2022 و2032، وهو معدل أسرع بكثير مقارنة بمعظم المهن الأخرى، ففي عام 2021م بلغ متوسط راتب علماء البيانات حوالي 103.500 دولار سنويًا. كما يُتوقع أن يوفر ما يقارب 17.700 فرصة عمل جديدة لعلماء البيانات سنويًا خلال العقد القادم.
إضافة إلى ذلك، يُشير مكتب إحصاءات العمل إلى نمو في الطلب على خبراء علوم البيانات والتحليلات بنسبة تفوق 30% خلال السنوات العشر القادمة، وبحسب منصة “كورسيرا”، فإن الوظائف المتعلقة بمحللي البيانات ستشهد زيادة بنسبة 23% من 2021 إلى 2031؛ مما يؤكد الطلب المتزايد على هذه التخصصات.
وظائف تحليل البيانات
لذلك، دعونا نلقي نظرة على خمس وظائف تتطلب مهارات تحليل البيانات وتوفر رواتب مجزية:
- محلل البيانات (Data Analyst): يقوم بجمع وتحليل البيانات لمساعدة الشركات في اتخاذ قرارات مستنيرة، ويتطلب الدور مهارات تواصل قوية.
- محلل الأعمال (Business Analyst): يتجاوز دوره مجرد تحليل البيانات إلى مساعدة الشركات في استخدام البيانات بشكل استراتيجي.
- مدير المشروع (Project Manager): يدير المشاريع المتعلقة بتحليل البيانات، بدءًا من التخطيط وحتى التنفيذ ضمن حدود الميزانية.
- المسوق الرقمي (Digital Marketer): يعتمد على تحليلات البيانات؛ لتوجيه الحملات التسويقية، وضمان نجاحها، مع القدرة على التكيف مع التغيرات.
- عالم البيانات (Data Scientist): يعمل على تطوير نماذج جديدة ومعقدة لدعم محللي البيانات، ويتطلب معرفة عميقة بالرياضيات وعلوم الكمبيوتر.
كيف يمكن لبرنامج قيود دعمك في تحليل البيانات؟
يتيح لك برنامج قيود المحاسبي مجموعة من الأدوات المتخصصة لتتبع ومراقبة المعاملات المالية؛ مما يساعد المحاسبين على مراجعة القيود المالية والتأكد من دقتها، وفهم تأثيرها على الحسابات الأخرى في الوقت الحقيقي؛ بهذه الطريقة يمكن الحصول على رؤية شاملة، وتحليل دقيق للبيانات المالية.
في الختام
في عالم اليوم، إذ تتزايد البيانات بوتيرة غير مسبوقة، أصبح دور وظيفة تحليل البيانات أكثر حيوية من أي وقت مضى، إذ إن القدرة على تحويل الأرقام إلى رؤى قيمة ليست مجرد مهارة، بل هي مفتاح النجاح في العديد من الصناعات، فإذا كنت تبحث عن مهنة تجمع بين التحليل العميق والتأثير الفعلي على قرارات الأعمال؛ فإن هذه الوظيفة قد تكون خيارك المثالي، وفي نهاية المطاف تذكر أن البيانات ليست هي التي تحدد المستقبل، بل كيفية استخدامها بشكل ذكي وفعّال؛ لذا لنعمل معًا على جعل الأرقام تتحدث، وتوجيهنا نحو فرص جديدة تفتح آفاقًا لمستقبل مشرق.
اغمر نفسك في وظيفة تحليل البيانات ولا تنسَ استخدام برنامج قيود لمساعدتك في هذا الصدد، والجدير بالذكر أن البرنامج يقدم أيضًا لجميع عملائه: أنظمة الفاتورة الإلكترونية، وكذلك نظام نقاط البيع، والمخازن، والعملاء… وهكذا دواليك؛ مما يجعله أفضل برنامج محاسبي.
بعد معرفتك ما هي وظيفة تحليل البيانات؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا؛ فهو برنامج محاسبة يترجم لغة الأرقام إلى قصص ناجحة.