يصح أن يطلق على شهر مارس 2024 الشهر الاستثنائي إذ بلغ فيه الإنفاق في السعودية أعلى مستوى تاريخي له منذ بدء البنك المركزي في تسجيل البيانات، ويمكن لنا بثقة أن نطلق عليه شهر “تلاقي المواسم” وما يمثله من تأثيرات على الاقتصاد وحركة السوق بيعا وشراء، إذ صادف دخول شهر رمضان كما أنه كان شهرا دراسيا ما يعني أن حركة السفر الخارجية لا تكون نشطة فيه.
من أين جاء الدعم الأكبر؟
وجاء الدعم الأكبر من موسم العمرة والذي ظهر أثره عبر الإنفاق الأسبوعي لمنطقة مكة المكرمة، فخلال الأسبوع الأول من رمضان الذي صادف منتصف شهر مارس سجل إنفاق المستهلكين في مكة المكرمة أعلى مستوى له خلال 56 أسبوعا، ومن الواضح أن موسم العمرة الحالي اختلف جذريا عن المواسم الماضية من حيث عدد الزوار والمعتمرين سعيا لتحقيق مستهدفات الرؤية، إذ أكد وزير الحج توفيق الربيعة في وقت سابق أن عدد المعتمرين خلال 2023 وصل إلى رقم قياسي تاريخي عند 13.5 مليون معتمر، بزيادة 58% عن أعلى رقم والمسجل في عام 2019 الذي سبق الجائحة.
قوة شرائية أم عامل خارجي؟
تزايد المعتمرين والزوار خلال هذا العام خصوصا وهو أمر مشاهد وتدعمه الإحصاءات الرسمية التي قدرت مثلا أن متوسط عدد زوار المسجد النبوي بلغ نحو 850 ألف زائر يوميا طوال الربع الأول من 2024، ويرجح أن يكون جزء من هذا الإنفاق القياسي سببه الرئيسي إنفاق القادمين من الخارج، وهو ما يعني أن القوة الشرائية ربما لم تتغير سلبا أو إيجابا.
40% فقط حصة الدفع النقدي
وبلغ إنفاق المستهلكين خلال مارس أعلى مستوى على الإطلاق منذ بدء تسجيل البنك المركزي للبيانات إذ ارتفع الصرف بنحو 5% مقارنة بمارس 2023 ليصل إلى 126 مليار ريال، كما أنه مقارنة بالشهر السابق (فبراير 2024) زاد الإنفاق 10.5%
ونما الإنفاق عبر نقاط البيع بنحو 8% على أساس سنوي ليشكل 47% من إجمالي الإنفاق (59.6 مليار ريال) وهو استمرار لارتفاع استخدام قنوات البيع الإلكتروني، وتراجع استخدام النقد 2% مقارنة بالعام الماضي ليمثل نحو 40% من الصرف (50.6 مليار ريال).
13% من الإنفاق في السعودية عبر التجارة الإلكترونية
أما الحصة المتبقية من إجمالي الإنفاق والبالغة نحو 13% فقد كانت من نصيب التجارة الإلكترونية عبر بطاقات مدى البنكية، والتي واصلت صعودها أيضا إذ نمت 7.7% على أساس سنوي (من 13.5 مليار ريال في مارس 2023 إلى 15.9 مليار ريال في مارس 2024) وهو أعلى رقم تصل له مدى بحسب البيانات المتوافرة.