من يمعن النظر في خطابات الأمير محمد بن سلمان الحاسمة والإيجابية، مثل: “طموحنا لا حدود له.. رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتّسع للجميع”.
فسيدرك حجم المسؤوليات التي وضعها هذا الرجل على عاتقه وخططه الفذة للوصول إلى بر الإنجاز الواقعي الذي نراه بأعيننا.
وممّا يدعو إلى الإعجاب والتأمُّل، كم الإنجازات القياسية التي رأيناها جميعًا منذ اليوم الأول لبيعة سمو ولي العهد؛ الأمير محمد بن سلمان، التي يصادف اليوم 21 يونيو 2022 – الذكرى الخامسة لها.
إذ يدرك المتابع لسيرته المدهشة أنه يستحق لقب أفضل شخصية عربية مُلهمة على الإطلاق.
سنلقي الضوء في هذه المقالة على سيرة الأمير محمد بن سلمان، وإنجازاته وخططه ورؤيته الفذة ونتائج قراراته التي تثبت ريادته وأهم مقولاته، لأنه يستحق وقفة حقيقية للتدبر والتأمل لنستفيد كلنا من جميل أفعاله.
سيرة ذاتية مقتضبة عن الأمير محمد بن سلمان
عميد الإنجاز محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، هو أصغر ولي عهد شهدته المملكة العربية السعودية.
ولد في 31 أغسطس عام 1985. كان من العشر الأوائل على دفعة الثانوية العامة، كما أنه حاصل على بكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود.
دعنا نتناول بعضا من أهم مناصبه، وأهم إنجازاته وصفاته.
المناصب التي شغلها:
من المدهش أن هذا الرجل أنشأ جملة من الشركات التجارية في مرحلة دراسته الجامعية قبل أن يدخل في السلك المدني. إنه رائد أعمال من الطراز الأول؛ بعدما تخرج؛ بدأ في العمل الحكومي، وشغل عددًا من المناصب في مسيرته المهنية المتألقة.
ومن أهمها: مستشار متفرغ في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي وهو في سن الـ 21 عامًا، ومستشار خاص لأمير الرياض (والده) في سنة 2009.
وبعدما تولى والده سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد للمملكة العربية السعودية، شغل ولي العهد الأمير محمد منصب مستشار ومشرف خاص على مكتب وشؤون والده.
عُين ولي العهد محمد بن سلمان كذلك رئيسًا لديوان سمو ولي العهد وأيضًا مستشارًا خاصًا برتبة وزير.
ثم ترقّى لمنصب المشرف العام لمكتب وزير الدفاع، وعمل وزيرًا للدفاع ورئيسًا للديوان الملكي ومستشارًا خاصًّا في نفس الوقت.
ترأس كذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية.
ثم عُين ولي ولي العهد بأمر ملكي وأيضًا نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء.
أما التاريخ الحاسم فكان في 21 يونيو من عام 2017 عُين ولي العهد بأمر ملكي، لحكمته في اختيارات القرارات الناجحة، وحزمه في القيادة.
أهم إنجازاته:
ستُلاحظ بتأمّلك لمناصب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اشتغاله منصب “مستشار” مرات عديدة.
وإذا ما أمعنت النظر ستعي أيضًا أنه لكي يُطلَق على المرء مستشارًا فعليه أن يتحلّى بـ: الخبرة والحكمة، وشيء طبيعي أن يكتسب الأمير هاتين الصفتين كونه نجل عائلة قيادية رائدة.
فعلى الصعيد الاقتصادي؛ أول ما فعله بعد البيعة هو رسم برنامجين قويّين هما: رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2030.
حيث أن أثرهما لا يمكن قياسه، فلم تعد المملكة العربية السعودية تعتمد على النفط حصرًا.
بل أصبحت في مصاف الدول العالمية الكبرى وبرزت مجمل إمكانياتها من زراعة وتصدير للمعادن بأنواعها والمواد الكيماوية والمنتجات الغذائية.
و إلى جانب ذلك كون السعودية أصبحت وجهة سياحة تضم وجهات تراثية وأخرى تواكب النمو والازدهار في العالم، مما انعكس على الاقتصاد بوضوحٍ جليّ.
أما على الصعيد الوطني؛ فقد عكف سمو ولي العهد على برامج وطنية تساعد شرائح المجتمع السعوديّ كافة.
فأصبحت المرأة السعودية مُتمكنة وقادرة على تولّي أعلى المناصب الإدارية، دع عنك التطور الهائل في باقي المجالات، من صناعة وزراعة ومياه وتعليم.
فقد استحدث برامج احترافية لتطوير الشباب علمياً ومهنياً ليساعدوا في تطوير وطنهم.
كما امتدمت إنجازاته إلى الصعيد الدبلوماسي؛ فقد عمل جاهدًا على تطوير وجود المملكة تطوُّرًا مُبهرًا، على الأصعدة المحليّة والإقليميّة والدوليّة.
كما أنه بنى شراكات هامة لتساعد في مضي المملكة نحو طريق المجد والازدهار والرفاهية.
أقوى صفاته:
من أهم صفات الأمير محمد بن سلمان هي واقعيته الشديدة، فهو لا يتحرك في عبث بل وفق خطة محكمة تتجلى في أحاديثه الإعلامية وخطاباته.
كما أنه يحظى بثقة عالية بالنفس تُترجمها أفعاله التي تتخذ من لغة الأرقام وقودًا؛ مما بعث شعور الاطمئنان والارتياح والسعادة في نفس المواطن السعودي.
إستراتيجيّته الفذة التي تحول المستحيل إلى واقع
كما أسلفنا، فإن الأمير محمد بن سلمان يتحرك في مجمل قراراته بواقعية آخذًا بالاعتبار الأرقام المهمة التي يمكن توظيفها لاتخاذ قرارات فعّالة وناجحة في الخمس سنوات الماضية تثبت بصدق أن هذا الرجل يحول المستحيل إلى واقع، وذلك عبر:
خطط قادمة
ينطلق الأمير محمد بن سلمان من منطلق أن الكادر السعودي قادر لوحده على منافسة العالم وتحقيق إنجازات مبهرة.
وهذا ينعكس جليًّا على بيئة الأعمال الريادية في الممكلة، التي شهدت بروز عدد هائل من الشركات السعودية في شتى المجالات.
رؤيته
لعل أبرزها رؤية 2030 التي تنص على تعزيز قوة الاقتصاد السعودي وتنويع مصادره.
وليس هذا مجرد شعار بل هو خطة بدأت المملكة بالفعل في جني ثمارها، وتعكف هذه الخطة على إطلاق 80 مشروعًا حكوميًا من بينها 6357 مصنع وطني على حسب إحصائيات صادرة من وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية.
تغييرات أثبت ريادته
أفعال الأمير محمد بن سلمان اختصرت زمنًا كبيرًا، تمكن من تحقيق إنجازات عظيمة تثبت ريادته وعقليته الفذة بإنجازات مبهرة، مثل:
- رؤية 2030
- محاربة الفساد بكل أنواعه
- إطلاق مشاريع البحر الأحمر ونيوم
- تأسيس صندوق الاستثمارات العامة
- إطلاق برنامج تطوير وزارة الدفاع
- تأسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية
- الاهتمام بالصحة والرياضة والشباب
- تمكين المرأة السعودية وتعزيز ريادتها
- تطوير إستراتيجية المملكة الاستثماري
- الاهتمام العالي بالمنتج السعودي المحلي
أهم مقولاته
الأمير محمد بن سلمان، تمتع بحكمة قوية، ورؤى واضحة وعملية لبناء دولة إسلامية متزنة بعيدة عن التطرف.
فمشروع (نيوم) مثلًا، الذي يدعو للابتكار والإبداع لجعل المملكة تتبوأ أفضل مكانة عالميًا.
وهو مجرد مثال بسيط على أفعال سمو ولي العهد المُمتدّة من أقواله وقناعاته التي تَتَحقّقُ واقعًا مميزًا وملموسًا جدًا.
يؤكد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان – حفظه الله – خططه بأقوال واقعية، ومِمّا قالة عن ضرورة الشفافية: “سنخفف الإجراءات البيروقراطية الطويلة، سنوسع دائرة الخدمات الإلكترونية، وسنعتمد الشفافية والمحاسبة الفورية”.
ثم يطمئن المواطن السعودي بخطاب صادق وواعٍ.
فيقول: “نلتزم أمامكم أن نكون من أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعّال لخدمة المواطنين، معًا سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعًا، مزدهرة قوية، تقوم على سواعد أبنائها وبناتها”.
لم تخلُ برامجه من مد يد العون للمرأة السعودية وجعلها من ركائز النماء.
فيؤكد الأمير محمد بن سلمان: “أنا أدعم السعودية، نِصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء”.
كما أنه لديه رؤية فذّة في قراءته لمستقبل السعودية.
فيقول: إن “ما نمر به اليوم تاريخ لا ينسى، وتحدٍّ مع الزمن سنجني قريبًا منجزات وأعمال لا تخطؤُها الأنظار”.
وهو بذلك يخطط ويعمل في ضوء معطيات حقيقية بعيدة عن الخيال والتهكم: “المملكة تتقدم بخطى ثابتة في برنامج ضخم يهدف إلى التطور والتغيير، طموحنا لا حدود له”.
أما عن سلك التعليم، فقد وضعه سيدي سمو الأمير حفظه الله نصب عينيه.
فقال: “سيكون هدفنا أن يحصل كل طفل سعودي على فرص التعليم الجيد، وفق خيارات متنوعة، سيكون تركيزنا أكبر على مراحل التعليم المبكر.”
ثم يبعث بالإيجابية والإنجاز في نفوس شعبه بقوله: “همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهدّ هذا الجبل وتساوى بالأرض”.
ويزيد على ذلك بقوله: “إن مستقبل المملكة مبشر وواعد، تستحق بلادنا الغالية أكثر مما تَحَقَّق”.
خاتمة
الأمير محمد بن سلمان، رجل فذ للغاية، والنتائج التي حقّقها في أقل من خمس سنوات تثبت أن وراء هذا الرجل رؤية واضحة وخطة محكمة تتميز بالإبداع.
وقد وصل بالفعل إلى مصاف الريادة في حيز زمني ضيق.